مجلة نبض – جامعة طيبة :
برعاية معالي مدير جامعة طيبة الدكتور عدنان بن عبدالله المزروع نظمت عمادة شؤون الطلاب بالتعاون مع عمادة الخدمات التعليمية بالجامعة اليوم الإثنين الحادي عشر من شهر صفر الجاري فعاليات حفل الأشخاص ذوي الإعاقة وورشة العمل المصاحبة ( كيف نخدمكم ؟) تزامناً مع اليوم العالمي للإعاقة,
وذلك بحضور وكلاء الجامعة وعمداء العمادات والكليات وأعضا هيئة التدريس, كما حضر الفعالات ممثلين عن وزارة الشؤون الاجتماعية, ومركز تأهيل المعاقين بمنطقة المدينة المنورة. واستهل معالي مدير جامعة طيبة الدكتور عدنان المزروع الفعاليات بقص شريط افتتاح نادي المعاقين بالجامعة, ثم وجه معاليه كلمة أكد خلالها على أهمية تطوير كافة أشكال التعامل مع المعاقين بشكل مستمر وتذليل كافة الصعوبات التي تواجه هذه الشريحة الغالية من أفراد مجتمعنا, مبيناً أنه من الخطأ إخفاء مسمى الإعاقة خلف أسماء أخرى مثل (ذوي الاحتياجات الخاصة), حتى يتم وضع الخطط الجيدة والمدروسة التي توفر لهم أفضل الخدمات الممكنة.
وأضاف معاليه بأنه ينبغي على المعاق أن لايسخط من إعاقته ويشعر بالضرر من قدر الله عليه, مبيناً أن كثيراً من المعاقين تغلبوا على إعاقاتهم وبلغوا مراتب عليا في مجتمعنا, على مستوى العالم ومن بينهم علماء قدموا للبشرية أعمالاً جليلة لا تزال خالدة ومن بينهم العالم آينشتاين, مشيراً إلى أن المشكلة الحقيقية التي تواجه المعاقين تتمثل في الإرادة فقط, فإن استطاع تكوين إرادة قوية فباستطاعته التغلب على إعاقته ويجد فيها الفرصة لتنميتها وليكون عنصراً نافعاً ودافعاً لتنمية المجتمع, مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( بضعفائكم ترزقون).
وأضاف معليه بأنه يتعين على كل أسرة لديها طفلاً يعاني إعاقة جسدية أو ذهنية أن لا تسخط من قدر الله حيث أن في ذلك خيراً كثيراً من الله تعالى, وكثير من الشواهد تثبت ذلك, وأضاف أن الاحتفال بفعاليات الإعاقة لا يكفي بل يجب أن يصاحب ذلك أعمالاً تنفيذية, وأن نوفر بيئة مساعدة للمعاق في المنزل والمدرسة والجامعة, مشيراً إلى أن جامعة طيبة قامت بالعديد من الأعمال الموجهة لفئة المعاقين خاصة ما يتعلق بالمباني, كما تطمح لتقديم المزيد من الخدمات لهذه الفئة, مشيراً إلى أن هناك اهتمام كبير يوليه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة لهذه الفئة من خلال توجيه سموه بتشكيل لجنة لتوفير الخدمات للمعاقين لتكون المدينة المنورة رائدة في هذا المجال, ونأمل أن تكون الجامعة أيضاً سباقة في ذلك.
بعد ذلك ألقى ممثل الشؤون الاجتماعية الدكتور صلاح السيد كلمة استعرض خلالها أبرز الخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية لفئات المعاقين من خلال استقبالهم في 36 مركزاً لتأهيل المعاقين تتوزع في مختلف مناطق ومدن المملكة, مشيراً إلى أن مركز تأهيل المعاقين في المدينة المنورة يقدم خدمات تأهيلية حالياً لأكثر من 700 طفل معاق, وقد بلغ عدد الحالات التي تم علاجها بعد أن كانت تعاني من إعاقات جسدية نحو 500 حالة منذ إنشاء المركز, لافتاً إلى أن حوادث الطرق تمثل أحد أبرز أسباب الإعاقة, حيث يبلغ عدد ضحايا الحوادث في المملكة نحو 20 قتيل يومياً بسبب حوادث الطرق بحسب آخر إحصائية, فيما يبلغ عدد المصابين جراء حوادث الطرق على مستوى العالم يومياً 140 ألف مصاب, وأكثر من 3000 قتيل, إضافة إلى إصابة نحو 15000 بحالة عجز مستديم جراء حوادث السير المفزعة, مبيناً أن المملكة تتصدر دول العالم في معدلات الوفيات وفق آخر إحصائية, وأضاف بأن عدد المعاقين في العالم يبلغ 650 مليون معاق, فيما يبلغ عددهم 40 مليون معاق في العالم العربي, فيما يبلغ إجمالي المعاقين في المملكة 720 ألف معاق ومعاقة يمثلون ما نسبته 4 في المائة من حجم السكان, وأضاف الدكتور صلاح السيد أن الخسائر الناجمة عن حوادث السير في المملكة تفوق 5,6 مليار دولار كل عام فيما تبلغ التكلفة في دول الخليج مجتمعة 10 مليارات دولار. وتناول الدكتور صلاح السيد خلال كلمته مسببات الإعاقة التي تتضمن سوء التغذية, وزواج الأقارب, والعوامل الوراثية, وتلوث البيئة, واستخدام العقاقير الطبية, والتعرض للإشعاعات, وقلة الوعي الصحي.
كما تحدث عن نوعية الخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية للمعاقين بحيث تتضمن مساعدات عينية متنوعة من توفير أجهزة ومعدات خاصة بالمعاق, ومساعدات مادية تتراوح بين 4 آلاف ريال إلى 20 ألف ريال سنوياً, فيما يبلغ إجمالي ما تنفقه المملكة على المعاق سنوياً 55 ألف ريال لخدمته, فيما تنفق الوزارة إجمالاً مبلغ يصل إلى 1,6 مليار ريال, مشيراً إلى أن إجمالي الذين تم تأهيلهم في مختلف مراكز التأهيل في مدن المملكة يبلغ 11645 معاق ومعاقة. وتخلل الحفل عرض لطفل معاق استطاع التغلب على إعاقته من خلال التحاقه بمركز الأهيل بالمدينة المنورة حيث نجح الطاقم الطبي في تركيب جهاز ووسائل حركية ساعدته على المشي بعد أن كان يعاني إعاقة مستعصية في أطرافه السفلية, كما استعرض طالب معاق من طلاب كلية الطب بجامعة طيبة العديد من الأسماء والشخصيات التي كانت تعاني إعاقات جسدية من بينهم علماء وخبراء وأدباء من مختلف العصور, كما تخلل اللقاء قصيدة شعرية قدمها أحد الطلاب تهدف إلى تحفيز المعاقين على التغلب على إعاقتهم, وتجاهل نظرات الإشفاق, والوصول إلى أهدافهم باعتبار أن المحرك الرئيسي للإنسان هو العقل والإرادة القوية, وفي ختام اللقاء التقط معالي مدير الجامعة ووكلاء الجامعة صوراً تذكارية مع أطفال معاقين حضروا الحفل.