طفل يشفى من مرض الإيدز
الكاتب : د.بندر سليمان
يعتبر مرض الإيدز الذي يسببه فيروس نقص المناعة من الأمراض الفتاكة التي تهدد حياة المرضى المصابين به، حيث وصلت نسبة الوفيات التي تسبب بها الفيروس في جنوب أفريقيا إلى ٤٨٪ من إجمالي عدد الوفيات في عام ٢٠١٠. وفي الولايات المتحدة الأمريكية وصلت نسبة المصابين بالفيروس إلى أرقام خيالية، حيث تم تصنيف مدينة واشنطن وحدها كأعلى مدينة تحوي مصابين بالمرض بمعدل ٣٪ من إجمالي عدد السكان في عام ٢٠١١. وحسب الإحصائيات الرسمية في أستراليا فإن عدد المصابين بالمرض قد وصل إلى أكثر من ٣٥ ألف شخص حتى العام الماضي. ولا تقتصر مشاكل المرض على المضاعفات الحيوية والعضوية للمريض والحرج الذي يعيشه مع المجتمع المحيط به فحسب، بل تتعدى ذلك إلى التكاليف المالية الباهظة اللازمة لإقامة البرامج العلاجية التي تكون طويلة الأمد غالبا والتي تتحملها الإدارات الصحية في تلك الدول.
ومع أن المرض تم اكتشافه قبل أكثر من ٣٠ سنة، وعلى الرغم من كثرة الأبحاث الطبية القائمة لمحاولة علاج المرض، إلا أنه لم يتم تسجيل حالة شفاء من الفيروس إلا مرتين فقط. الأولى كانت لشخص يبلغ من العمر ٤٥ سنة ويدعى تيموثي براون، حيث أدى به علاجه المزمن من مرض الإيدز في ألمانيا إلى إصابته بسرطان الدم في عام ٢٠٠٧، الأمر الذي دعا طبيبه المعالج إلى اقتراح حقنه بنخاع عظمي من متبرع يحمل طفرة جينية تمنع دخول فيروس الإيدز إلى الخلايا. وقد سجل الأطباء شفاء تيموثي بروان رسمياً العام الماضي بعد توقف الأخير عن تناول أي أدوية طوال خمسة سنوات متواصلة ودون أي أثر للفيروس القاتل.
أما الحالة الثانية فقد تم تسجيلها قبل عدة أيام لطفل تمت ولادته مصاباً بالمرض ويبلغ من العمر الآن سنتان ونصف بعد أن تم علاجه خلال ٣٠ يوماً من ولادته. وقد تم الإعلان رسمياً عن أن الطفل أصبح معافى من أعراض المرض بعد توقف عن العلاجات دام حوالي السنة. والجدير بالذكر أن العلاج الذي تم استخدامه مع الطفل ليس جديداً أو مختلفاً بل هو نفسه العلاج المستخدم في كل الحالات المشابهة، لكن الفرق الوحيد كان في توقيت العلاج حيث كان الأطباء في السابق ينتظرون حتى ستة أسابيع بعد الولادة لبدء العلاج، أما في هذه الحالة فقد بدأ الأطباء العلاج فوراً بعد الولادة. ويُعتقَد أن يفتح شفاء هذا الطفل الباب لفهم الآلية التي تعمل بها العلاجات الكيميائية ضد الخلايا المصابة بالفيروس وإمكانية استخدامها لدى الأطفال حديثي الولادة وربما الأمهات الحوامل المصابات بالمرض في المستقبل.