ما وراء الألف ميل !!
الكاتب : سامي العنزي
كثير منّا سمع مقولة ، وهي دائما تترد في أذهان وعلى ألسنة المبدعين ، بأن ” الجبال من الحصى , والألف خطوة بدايتها … خطوة !! “
كلنا نتفق على صحتهما تماما لكن التساؤل : هل فعلا جميعنا يعقل هذه العبارة ؟!
أي أنه جميعنا وضع الهدف هو الألف ميل بالضبط ، وبدأ الانطلاق في أول ثانية كما خطط ، وانتهى عند الألف بالدقيقة التي رسمها بباله أن يصل إليها ! .
أتوقع أن فكرتي بدأت تتضح الآن ألا وهي عامل الوقت !! . مهم جدا أن ترى الفرق بين مربيين جليلين ، كلاهما يشار إليه بالبنان ، يحملان في صدريهما وقلبيهما وعقليهما علما غزيرا و أخلاقا سامية لكن بينهما عشرين عاما ؛ إذن ممكن أن نصل إلى هدفنا خلال سنة , أو ربما بعد عشر سنوات ! .
حينما نجد مقدمة لكبير وفرضه الواقع بأن ينال المنصب الذي هو فيه وواقعنا يشكو ” الواسطة ” . فلا يصيبك حالة من إنبهار تجعلك تفقد سيطرتك على نفسك بأنك لست شيئا . فقد تجد هذا الذي أخذ لبك منذ طفولته وهو يسير كسلحفاة في نفس طريقه ، وبلا هدف أحيانا . وحينما وصل عمره ستين ؛ اكتشف بأنه يملك [مقدمات في بعض العلوم !] وأنه يجب أن يترأس منصباً كي يعطي الناس خبرته التي لا تستحق حياته كلها أن تكون “مقدمة” في كتاب أي رجل عظيم
إذن ما الفرق ؟
نفس كبيرة و حرص على وقت ! او هدف تسمو له النفس !
هل الهدف يحدد أحيانا أوقاتنا؟
نعم ، وكما قيل إذا كانت النفوس كبار تعبت في مرادها الأجسام . فأنا أقول بعظم الهدف ، تتكسر حواجز العجز [ويخلق الله فيك نفسا توّاقة ] . حتى من لم يكونوا على الاسلام !
همسة :
فبعد هذا إن سمعت شخصا قد أبدع في مجاله .
فاسأله كم سنة استغرق منك ذاك المجهود ؟
صدقت بارك الله فيك ونفع بك.
فالهدف يوجه الإنسان للعمل والإنجاز ، دون مقارنة بأعلام دفعوا ثمن ما هم عليه من جهد وكد وتعب .واستغرقهم وقتا طويلا وبذلا.
وكنت حينما أرى أحدا منهم – وفقهم الله- أصاب بإحباط !! ولم أرتح إلا بعد إبعاد المقارنة ؛ لأنها ليست صحيحة ، كمما تفضلت باركك الله وكل ميسر لما خلق له.