الكاتبة: د.ناهدة الزهير*
قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ الفرقان :47
يحتاج الإنسان إلى أن يسكن بجسده وذهنه بالليل، فيخلد إلى والراحة والتعبد والنوم.وبهذا يستعيد نشاطه البدني والذهني والروحي والنفسي، ويستجمع طاقته للعمل في النهار التالي. وذلك لتعويض ما فقده الجسم من خلايا حية أثناء يقظته وترميم ما تلِف منها وتجديد ما يحتاجه الجسد من تجديد. و مخ الإنسان هو أكثر أجزاء جسده حاجة إلى النوم. لذا منّ علينا ربنا تبارك وتعالى بجَعْل الليل للراحة والسبات فيستعيد هذا العضو المهم عافيته ونشاطه.
إنّ النوم الصحيح للإنسان هو في الساعات الأولى من الليل (ثُلثَي الليل) فنشاط جسم الإنسان ينتقل من حدّه الأدنى إلى حدّه الأعلى ثم يتراجع ليصل إلى الحد الأدنى في دورات منتظمة تبعاً لخطة يومية ثابتة تحددها عوامل الوراثة فينا وتتأثر بالممارسات الفردية التي نسلكها إما سلباً أو إيجاباً.
والنوم متعلق بالدماغ وتحديداً بغدة صغيرة في تجويف الدماغ. فهرمونها يساعد على النوم. وهي على شكل حبة الصنوبر الصغيرة.
في الليل يزداد إفراز الهرمونات التي تدفع الجسم إلى الراحة والاسترخاء ك «الميلاتونين» و «البورستاجلاندين»، كما تنشط الجهاز العصبي غير الوديّ، والجهاز الليمفاوي، وكرات الدم البيضاء في الوقت الذي يقل إفراز هرمون «الكورتيزون» والأدرينالين» و «الكورتزول» وهذه من الإفرازات المنشطة للجسم.
أكد باحثون من جامعة أريزونا الأمريكية في أن النوم في الظلام مفيد للصحة ويحسن كفاءة جهاز المناعة. كما ذكروا أن الجسم يفرز في الظلام هرمون الميلاتونين الذي يؤدي دور حماية في مهاجمة الأمراض الخبيثة كسرطان الثدي والبروستاتا.
كما تشير الدراسات إلى أن إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يعيق نمو الخلايا السرطانية قد يتعطل مع وجود الضوء في غرفة النوم .ويذكر الباحثون أن النوم المريح والمترافق بمواصلة الممارسة واستمرارها، يمكن أن ينمي ويطور المهارات الفردية الخاصة والمواهب الشخصية، وبالأخص ما يتعلق بتنشيط الذاكرة و الاستذكار.
صورة مأخوذة بجهاز المسح بالرنين المغنطيسي MRI الوظيفي، نرى في الصورة اليسرى دماغ النائم في بداية نومه ولا يبدو أي نشاط عليه، وبعدما تم إسماع النائم عبارات ومعلومات تجاوب دماغه مع هذه المعلومات وبدأ ينشط ( المناطق الحمراء على يمين الصورة) وهنا دليل على أن الدماغ يعمل أثناء النوم.
يقول البروفيسور مايكل ستريكر من جامعة كاليفورنيا: لو راجع الطالب دروسه جيدا حتى يتعب ثم نام، بحد أقصاه الساعة الحادية عشر ليلا لمن هم فوق الخامسة عشر من العمر , فإن مخ الطالب سيستمر في العمل أثناء النوم بنفس الطريقة، كما لو ظل الطالب طوال الليل يردد ما درسه! والفجر أفضل أوقات المذاكرة.
*المدير العام لمركز معارف الصحة للاستشارات الصحية في الدمام