اختبار لخطورة سرطان البروستاتا قد يجنب التدخل الجراحي
يقول باحثون بريطانيون إن اختبارا لسرطان البروستاتا – يتنبأ بمدى شراسة ذلك الورم – يمكن أن يجنب الرجال التدخل الجراحي غير الضروري.
و تشير البيانات الأولية التي قدمت في مؤتمر المعهد الوطني لبحوث السرطان إلى أن هناك اختبارا جينيا يمكن أن يميز بين الأورام السرطانية التي تنمو بشراسة، وتلك التي تنمو ببطء.
و قالت مؤسسات خيرية بريطانية إن نجاح ذلك الاختبار قد يغير من طرق علاج هذا النوع من السرطان.
و يعد مرض سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال في المملكة المتحدة، فهناك أكثر من 40 ألف حالة إصابة جديدة بهذا المرض سنويا، بالإضافة إلى عشرة آلاف حالة وفاة سنويا نتيجة الإصابة بهذا المرض في بريطانيا.
خيار صعب
و يستند قرار إزالة البروستاتا من المريض إلى فحص عينة من الورم تحت المجهر.
لكن ذلك التدخل الجراحي له آثار جانبية خطيرة مثل الإصابة بالعقم، وصعوبة الحفاظ على الانتصاب لدى الرجال، وعدم التحكم في عملية التبول.
و قال دان بيرني من جامعة كوين ماري في لندن، وهو أحد الباحثين بالدراسة، لبي بي سي: “نحن بحاجة إلى التوصل لاختبار أفضل، فنحن نعالج الكثير من الرجال، لكن أغلبهم سيموتون ليس من المرض ذاته، ولكن سيموتون ومعهم المرض.”
و أضاف: “نريد أن نميز بين الأنواع الشرسة من المرض وبين تلك الأنواع التي لا تمثل خطورة كبيرة وتحتاج فقط لمتابعة.”
و يحدد الاختبار التجاري- الذي صممته مؤسسة مارياد جينيتكس وراجعته جامعة ماري كوين في لندن بشكل مستقل – مستوى نشاط الجينات داخل عينة الورم السرطاني.
و يشير الاختبار إلى أنه إذا كان هناك 31 جينا يتمتع بدرجة نشاط عالية من الجينات التي تشارك في التحكم في كيفية انقسام الخلايا، فهذا يدل على شراسة هذا النوع من السرطان.
“نتائج مثيرة للاهتمام”
و قال بيرني إن مثل هذه المعلومات قد تغير بشكل كبير من قرارات الأطباء والمرضى فيما يتعلق بضرورة التدخل الجراحي، لكنه أشار أيضا إلى التكلفة الباهظة لمثل ذلك الاختبار.
و أضاف بيرني: “نحن بحاجة للتحقق من صحة ذلك الاختبار، ونحن لم ننته بعد، ولكن هذا هو أقوى اختبار لدينا حتى الآن.”
و قالت إيان فريم، مديرة البحوث بمؤسسة سرطان البروستاتا بالمملكة المتحدة: “إن تطوير اختبار فعال للتمييز بين الأنواع العدوانية وغير العدوانية من سرطان البروستاتا قد يغير من قواعد اللعبة لدى من يعانون من هذا المرض.”
و أضافت:”إن نتائج هذه الدراسة مثيرة للاهتمام، وتأخذنا خطوة أقرب إلى عملية تشخيص سرطان البروستاتا التي يستحقها الرجال، وسوف نراقب التطورات في هذا المجال باهتمام كبير.”