الكاتب: د.جمال طاشكندي*
لكل جهة أو قطاع حكومي أو أهلي دور خاص يتمثل في سبب إنشائه ودور عام هو أكثر شمولية ويتمثل في الأدوار الاجتماعية لهذه الجهات أو القطاعات، وهي واجبات غالبا ما تكون ضمنية وغير منصوصة تحديدا إنما متعارف عليها في جميع المجتمعات البشرية و يشار اليها بشكل مختصر وضمني في ثنايا التوصيفات الوظيفية لهذه الجهة أو تلك.
ولكليات الطب أدوار عدة تأتي الاجتماعية منها على رأس القائمة، والتي من المفترض أن تأتي واضحة وجلية في السطور التي تعكس (مهام) و(رؤى) كليات الطب بل وإن التركيز على جودة المناهج وطرق التدريس وكل ما يتعلق بهما كالبنية التحتية للكلية وتوفر وسائل التعليم الحديثة من معامل حديثة للمواد الأساسية ومعامل محاكاة للمواد الإكلينيكية ومكتبات ورقية وإلكترونية ،وبنية تحتية تسهّل عمل أعضاء هيئة التدريس كسكرتارية ووسائل بحث واتصال حديثة، كل ذلك يصب في نهاية الأمر لجودة مخرج يخدم المجتمع بجودة عالية المستوى
جناحان لكلية طب عالية الجودة
ومما يميز كليات الطب عالية الجودة وجود جناحان لهايمكًنانها من التحليق عاليا في في سماء جودة التعليم وهما،
أولا: مستشفى تعليمي مصمم للتعليم والتدريب والعلاج
ثانيا:مركز محاكاة وتدريب
وبهذان الجناحان يكتمل مثلث التعليم الطبي العالي الجودة والمتمثل في مناهج وطرق تدريس عملية ومحددة الأهداف و مستشفى تعليمي ومركز محاكاة وتدريب
ومن المتعارف عليه أن المراكز التعليمية والتدريبية ومثالها مستشفى تعليمي ومركز محاكاة ، لها أدوار مجتمعية تعني بالتثقيف والتدريب اللازمين لغير المتخصصين من عامّة الناس، وممن لهم أدوار إسعافية كالمدربين والمعلمين وهي أدوار مجتمعية تصب مباشرة لرفع مستوى سلامة أفراده في جميع نشاطاته
الدور الحيوي الآخر لكليات الطب في نشرها للتوعية العامة وتفاعلها مع المستجدات الصحية أو الإشكالات الطارئة وذلك لحماية المجتمع من الممارسات والإعتقادات الخاطئة التي قد تنتشر بسبب غياب مصادر المعرفة وتفشي أقوال أنصاف المتعلمين كما قد يحدث عند تفشي مرض غريب أو عدوى مجهولة التفاصيل
ففي هذه “المستحدثات”تظهر أهمية الدور التثقيفي لكليات الطب لتلعب دورها المتوقع ناحية المجتمع
كليات الطب والمؤسسات التعليمية الأخرى:
تؤثر وتتأثر جودة كلية الطب وتتداخل بشكل كبير مع النظام التعليمي العام، فكلما كان للتعليم العام مخرجات قوية كان مستوى التعليم الطبي قوي لقوة تفاعل مخرجات التعليم العام مع المناهج القوية للكلية، هذا من حيث تأثرها.أما تأثيرها على التعليم العام فيكون برفع درجة وعي طلبة التعليم العام بمتطلبات الكلية الفكرية والعلمية حتى يصل الوعي لدرجة عالية ينتج عنها حرصهم وبالتالي رسمهم لأهداف محددة الأمر الذي يتطلب رفع درجة تركيزهم فيصبح الحصول على متطلبات القبول هاجس لديهم ويكون سعيهم حثيثا ناحية الهدف
وفي هذا دور إجتماعي تعليمي لكليات الطب برفع المستوى العام لطموح شباب المجتمع وخلق حالة عامة من الإيجابية فيه
كذلك ومما لاشك فيه أن أفضل حاضن وناشر لثقافة صحية صحيحة في المجتمع هم طلبة المدارس، لذلك فالتفاعل الإيجابي لكليات الطب مع ثقافات وعادات المجتمع والتأثير عليها من خلال طلبة التعليم العام يعتبر أمر حيوي لأي مجتمع
كليات الطب والنظام الصحي العام:
من الطبيعي والمتوقع دعم كليات الطب للنظام الصحي العام وذلك من خلال رفع مستواه بالخبرات المتوفرة في كليات الطب والمشاركة في دعم التخصصات النادرة في المجالات الطبية المختلفة، وكذلك المشاركة في رصد المتغيرات الصحية في المجتمع، بالإضافة للمشاركة في عمل الأبحاث والبحث عن حلول للمعضلات الصحية التي قد يتعرض لها المجتمع فالتخطيط الصحي العام عادة ما يأخذ في الإعتبار روافد طبية أخرى تسير متوازية مع الخدمات الصحية العامة وتوفر لها فرصا للعمل المشترك وتتبادل معها الخبرات، ويصب كل ذلك في مصلحة المجتمع الكبير
أخيرا:
تعتبر كلية الطب جهة علمية طبية تقع عليها مسؤولية مجتمعية من ناحية التوعية والتثقيف والعلاج. ويعتبر هذا الدور المجتمعي دور تفاعلي حي يعمل على مستويات عدة وينشط حيث تكون الحاجة له ملحة وضرورية. لذلك فإنه من المتوقع أن تقوم أقسام بعينها بتحمل هذا الدور ومشاركتها للأقسام الأخرى حسب الحاجة والتخصص
وفي هذا الصدد أيضا تبرز ضرورة إمتلاك كليات الطب لقدرة إعلامية تثقيفية ومتحدثين رسميين يعملون كهمزة وصل بين المتخصصين من أهل الطب والمجتمع كأفراد ومؤسسات
* استشاري تخدير وأستاذ مساعد بكلية الطب – جامعة أم القرى