تنشيط المخ “يساعد على التعافي من السكتة الدماغية”
مجلة نبض – BBC:
قال باحثون من جامعة ستانفور الأمريكية في دراسة لهم إن تنشيط الجزء المسؤول عن الحركة بالمخ قد يساعد في التعافي بعد الإصابة بالسكتة الدماغية.
وخلصت الدراسة إلى أن تعريض أدمغة الفئران إلى الأشعة أدى إلى ازدياد حركتها وسرعتها بصورة أكبر من تلك الفئران التي لم تخضع للعلاج.
ومن الممكن أن يساعد البحث، الذي نشر في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Science)، في شرح طريقة تعافي المخ، وكذلك في اكتشاف وسائل علاج جديدة.
ووصفت جمعية السكتة الدماغية البريطانية نتائج الدراسة بالمثيرة للاهتمام. ويمكن للسكتات الدماغية أن تؤثر في قدرة الذاكرة والحركة وكذلك القدرة على التواصل مع الآخرين.
وتتعرض خلايا المخ إلى التلف عندما تتوقف إمدادات الأوكسجين والسكريات من جراء التجلطات الدموية.
وتركز رعاية حالات السكتة الدماغية على العلاج السريع لتقليل حجم التلف، لكن تعافي بعض الحالات أصبح ممكنا في الأشهر التالية من تنشيط المخ وظائفه بنفسه.
تنشيط
واستقصى فريق البحث في كلية الطب بجامعة ستانفورد العلاقة بين تنشيط المخ والتعافي في التجارب الحيوانية.
واستخدم الفريق العلمي تقنية تسمى بـ “الأبتوجينيتكس” (Optogenetics) لتنشيط القشرة الحركية، وهوالجزء من المخ المسؤول عن الحركات الإرادية، عقب الإصابة بالسكتة الدماغية.
وأشارت الدراسة إلى أنه بعد سبعة أيام من عملية التنشيط، كان في استطاعة الفئران الحركة بصورة متزايدة عبر أحد القضبان الدوارة أكثر من تلك الفئران التي لم تتعرض للتنشيط. وبعد عشرة أيام كانت الفئران تتحرك بشكل أسرع أيضا.
ويعتقد الباحثون بأن عملية التنشيط تؤثر في طريقة تغير عمل المخ من جديد بعد السكتة الدماغية.
ورصد الباحثون مستويات عالية من المواد الكيميائية المرتبطة بتشكيل اتصالات جديدة بين خلايا المخ.
تقنية الأبتوجينيتكس
وقال غيري ستينبرغ، كبير الباحثين في هذه الدراسة، لبي بي سي، “كنا نكافح من أجل إعطاء الناس الأدوية لحماية خلايا المخ في الوقت المناسب حيث أن “الحيز الزمني ضيق للغاية”
واضاف “أتوقع أن تلك الدراسة التي نقوم عليها حاليا ستقدم تنشيط المخ كعلاج للسكتة الدماغية، ويمكنك أن تتخيل مدى أهمية ذلك بالنسبة للملايين من مرضى السكتة الدماغية ذوي الإعاقة.”
وتستخدم تقنية الأبتوجينيتكس أليافا بصرية لإرسال الضوء إلى المخ، والتي تقوم خصيصا بتنشيط الخلايا التي جرى تحويرها جينيا للاستجابة إلى الضوء.
وقال فريق جامعة ستنافورد إن استخدام تقنية الأبتوجينيتكس ستسمح لهم باكتشاف ما يتغير تحديدا في المخ عندما يتعافى من السكتة الدماغية.
وقال ستينبرغ “نبحث كذلك في ما إذا كان تنشيط أجزاء أخرى من المخ بتقنية الأبتوجينيتكس بعد السكتة الدماغية سيكون متساويا أو أكثر فعالية.”
وأضاف أن الهدف هو تحديد الدوائر الدقيقة التي ستكون أكثر قابلية للتدخلات في المخ البشري، بعد السكتة الدماغية، حتى نتمكن من تطبيق هذا النهج في التجارب السريرية”.
ومع ذلك، لا يمكن استخدام تقنية الأبتوجينيتكس على الأشخاص حتى الآن.
ويتطلب ذلك تعديلا وراثيا للخلايا المستهدفة، لكن ستيبرغ قال إنه “ربما لا يكون بعيدا جدا في المستقبل أن نجري تنشيطا دقيقا بتقنية الأبتوجينيتكس.”