استخدام الهُرمون الدُّريقي (هرمون الغُدد جارات الدرَق) في علاج تَخلخُل العظم
د. فادي رضوان
رئيس تحرير مجلة جديد الصحة والطب برعاية نبض
الغدد الدريقية (جارات الدرق) ووظيفتها
الغُدَد الدريقية parathyroid glands (ونسميها كذلك الغُدد جارات الدرق) هي غُدد صمّاء صغيرة تتوضع في العنق على الوجه الخلفي للغدة الدرقية، وأحياناً داخلها. ويوجد عند الإنسان عادةً أربعة غدد دريقية، اثنتان في كل جهة. ومع أنّ الغُدد الدريقية تجاور الغُدة الدرقية، إلا أنّ وظيفتها مختلفة تماماً. فالوظيفة الرئيسية للغدد الدريقية هي الحفاظ على كالسيوم وفوسفات الدم ضمن مجال ضيّق جداً. نسمي هرمون الغدد الدريقية اختصاراً بـPTH، وهو عبارة عن عَديد ببتيد يتكون من 84 حمض أميني، ويعمل أساساً على رفع تَركيز الكالسيوم في الدم، بينما يعمل هُرمون الكالسيتونين، الذي تُفرزه الغدة الدرقية، على تخفيض تركيزه في الدم.
التيريباراتايد teriparatide: تركيبة اصطناعية مماثلة لهرمون الدريقات
سبقَ وأن صادقت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكيّة FDA على استخدام التيريباراتايد teriparatide (فورتيو Forteo) لعلاج تَخَلخُل العظم osteoporosis عندَ الرجال والنساء عام 2002. وهو يُعطى على حُقَن يوميَّة. وعادت ووسَّعت في عام 2009 استخدامه ليشمل تَخلخل العظم المُحرض بالكورتيكوئيدات.
كيف يعمل التيريباراتايد
التيريباراتايد هو نُسخة اصطناعية عن هرمون الدريقات PTH، وهو المُنظم الرئيسي للكالسيوم والفوسفات في العظم. يُحرّض التيريباراتايد النمو العظمي ويُبطئ سُرعَة الخسارة العظمية.
عندَ من نستخدم التيريباراتايد
يُستخدَم التيريباراتايد لعلاج تَخلخًل العظم الشديد عند ذوي الخُطورة المرتفعة للإصابة بالكُسور، ويمكن لكلا الرجال والنساء استخدامه. يُحتفَظ بالمُعالجة بالتيريباراتايد للمُصابين بتخلخل العظم الشّديد وغير القادرين على أخذ أدوية أخرى، أو الذين تكون الأدوية الأخرى غير فعالة عندهم. وأسبابُ استخدام التيريباراتايد بعدَ العلاجات الأخرى ترجعُ لتكلفته العالية والحاجة لحُقن يوميَّة منه وعدم معرفة تأثيراته الجانيَّة على المدى الطويل.
كيفَ يقوم التيريباراتايد بعمله
أظهرَت الدراسات أنّ أخذ التيريباراتايد مع الكالسيوم والفيتامين د التكميليان يَزيد على نحوٍ مَلحوظ الكثافة العظميّة في العمود الفقري والورك، مُقارنةً مع أخذ الكالسيوم والفيتامين د لوحدهما. كما أنّ الهرمون الدُّريقي يقلّلُ خُطورة الكسور عند النساء بعد سنّ الإياس. ولم تُدرس تأثيراته على خُطورة الكُسور عند الرجال بعد.
يجب أن لا يُؤخذ التيريباراتايد مع أدوية البيسفوسفونات في الوقت نفسه. فأخذ هذه الأدوية مع بعضها لا يعطي كثافة عظمية أكبر، غير أنّ أخذ هذين الدواءين في أوقاتٍ مُختلفَة وبترتيبٍ مُعيّن يعطي كثافة عظميّة أكبر. فمثلاً يُمكن للمريض أخذ التيريباراتايد لسنة ثمّ يأخذ بيسفوسفونات للسنة التالية للحفاظ على الكثافة العظمية أو لتعزيزها.
الآثار الجانبية
كل الأدوية لها آثارٌ جانبية. غيرَ أنّ الكثير من الناس لا يشعرون بها أو يكونون قادرين على التعامل معها. ويمكن سُؤال الصيدلاني عن الآثار الجانبية لكلّ دواء، كما تُسجّل الآثار الجانبيّة لكلّ دواء في المعلومات الآتية معه.
وهنا بعض الأمور التي يجب التفكير بها:
- تكون فوائد الدواء عادةً أكثر أهميّة من أية آثار جانبية صُغرى.
- قد تزول الآثار الجانبية بعد أخذ الدواء لمُدة زمنية.
- يمكن الاتصال بالطبيب إذا ظلت الآثار الجانبية تُزعج المريض وكان يتساءل فيما إذا كان عليه الاستمرار بتناول الدواء. فقد يلجأ الطبيبُ لتخفيض الجُرعة أو لتغيير الدواء. ويجب أن لا يُوقف تناول الدواء فجأةً ما لم يطلب الطبيب ذلك.
يجب على المريض الاتصال بالإسعاف أو بخدمات الطوارئ فوراً إذا أصيب بـ:
- مشاكل في التنفس.
- شَرى.
- تورُّم في الوجه أو الشفتين أو اللسان أو الحلق.
ويجبُ الاتصال بالطبيب في حال:
- الإغماء أو شعور بخفّة رأس لا يزولان.
- الغثيان أو القياء أو الإسهال التي لا تزول.
تتضمنُ الآثار الجانبيّة الشائعة لهذا الدّواء:
- الألم المفصليّ.
- الصّداع.
- الغثيان.
- انسداد الأنف أو سيلانه.
- شُعور بنقص القوّة أو الحيويّة.
ما الذي يجب إبقاءه في الذهن
التيريباراتايد غالٍ جداً ويجب إعطاءه على حُقن يوميّة.
ظهر لدى بعض الجرذان، في الدراسات الحيوانيَّة على التيريباراتايد، أحد أشكال سَرطان العظم اسمه الساركومة العظميّة. وحتى الآن لم يُبلّغ عن حالات ساركومة عَظميّة في الدراسات على البشر. غيرَ أنّ تلك الدّراسات لم تستمرّ إلا لسنواتٍ قليلة، لذلك فإنّ تلك الخُطورة لا تزال مَجهولة. وبما أنّ الآثار طويلة الأجل ما تزال غير معروفة، فلا يُوصى بأخذ التيريباراتايد لأكثر من سنتين. سيأخذُ المريض بعد إيقاف التيريباراتايد دواءً آخر مثل الأليندرونات (وهو أحد أدوية البيسفوسفونات) للوقاية من الخسارة العظميّة.
لا يُوصى بالتيريباراتايد للشباب الذين ما تزال عظامهم تنمو أو عند الذين أجريت لهم مُعالجة شُعاعية شاملة للعظم.
المراجع
- http://www.webmd.com/osteoporosis/parathyroid-hormone-for-osteoporosis
- http://www.medscape.com/viewarticle/706460
- Rizzoli, R.; Reginster, J. Y.; Boonen, S.; Bréart, G. R.; Diez-Perez, A.; Felsenberg, D.; Kaufman, J. M.; Kanis, J. A.; Cooper, C. (2011). 4.http://www.parathyroid.com/parathyroid-function.htm