المؤتمر السعودي الخامس لطب الألم يناقش أحدث مستجدات علاج الأمراض الروماتيزمية
مجلة نبض – متابعات:
مع تزايد أعداد المرضى الذين يعانون من مختلف أنواع الآلام المزمنة، عقد مؤخراً بمدينة جدة المؤتمر السعودي السنوي الخامس لطب الألم وذلك بحضور ومشاركة أكثر من 300 طبيب وأخصائي بالمملكة بالإضافة إلى عدد من أبرز الخبراء العالميين في هذا المجال لمناقشة وبحث أحدث الدراسات والتوصيات والمدونات العالمية والمحلية في التعامل مع الألم بفعالية وأمان وبطرق أكثر موائمة من الناحية الاقتصادية، كما عقد على هامش المؤتمر عدد عدد من ورش العمل المتخصصة وحلقات نقاش مفتوح حول مواجهة تحديات التعامل مع الالم وآلام العظام، وآلام أسفل الظهر ذات المنشأ العصبي، ومتزامنة آلام العضلات المزمنة، والآلام ذات المنشأ النفسي بالإضافة إلى التعامل مع آلام الاعتلال العصبي الناتج عن مرض السكري، حيث أجمع الخبراء على أن انتشار المعاناة من الألم بين المرضى في المملكة العربية السعودية نتيجة أسباب مختلفة، ومن ضمنها ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري، وحمل الأوزان بطريقة غير صحيحة، وزيادة وزن الجسم والسمنة، والجلوس بوضعية غير صحيحة لساعات طويلة لاسيما أثناء مشاهدة التلفاز أو الجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر وغيرها، كما ناقش المجتمعون العديد من التعريفات التي تحدد وصف الألم بأنواعه الحاد والمزمن، ومدى فعالية ومعامل أمان استخدام مضادات الالتهاب التقليدية الخالية من الاستيرويد nsNSAIDs ومضادات الالتهاب الانتقائية (COX)-2- واجمع الخبراء على فعالية كلا الخيارين العلاجيين في التعامل مع الألام الحادة، غير أن الفرق يكمن في تمتع مضادات الالتهاب الانتقائية بمعامل أمان أعلى لاسيما على الجهاز الهضمي والمحافظة على وظائف الصفائح الدموية بدرجة اكثر من مضادات الالتهاب التقليدية الخالية من الاستيرويد nsNSAIDs. و كل مضادات الالتهاب والمسكنات تتساوي في الفعالية وذلك عند استعمالها بالجرعات الموصى بها إلا أنها تتفاوت فيما بينها من حيث درجة الأمان وقلة الأعراض الجانبية.
وقد كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة لانست “Lancet” الطبية الشهيرة أن مرضى آلام والتهاب المفاصل الذين يعالجون باستخدام مضادات الالتهاب غير الإنتقائية الخالية من الاسترويد مثل Diclofenac مع إضافة مثبطات أحماض ( ppi) proton pump مثل omeprazole هم عرضة لمشاكل الجهاز الهضمي العلوي والسفلي كأهم الآثار الجانبية لهذا الاختبار العلاجي بمعدل اربعة أضعاف أكثر من أولئك الذين يتلقون علاجا بواسطة مضادات الالتهابات الانتقائية – 2- ( cox) او CELECOXIB ، وذلك بناء على نتائج سريرية مثبتة، وقد تم عرض هذه الدراسة التي اطلق عليها Condor وأجراها كل من البروفيسور فرانسيس شان من قسم الطب والتداوي من مستشفى امير ويلز، منطقة هونج كونج الإدارية الخاصة بالصين، والبروفيسور جاي قولدشتاين من جامعة الينوي شيكاغو الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة عدد آخر من زملائهما الأطباء أمام المؤتمر السنوي للجمعية الأوربية لمكافحة الروماتيزم بروما.
وأكد الدكتور أسامة حجي استشاري الروماتيزم والأمراض الباطنة بمستشفى المواساه بالدمام في محاضرته التي ألقاها خلال فعاليات المؤتمر السعودي الخامس لطب الألم أن دراسات أخرى مشابهة قد أظهرت أن العلاج بواسطة مضادات الالتهاب الانتقائية 2 cox منفردة أو باستخدام مضادات الإلتهاب غير الانتقائية مضافاً إليها مثبطات أحماض المعدة ppi يقللان من فرص حدوث الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي العلوي فقط، إلا أن الآثار الجانبية الضارة على الجهاز الهضمي بأكمله (العلوي والسفلي) تكون أقل حدوثا مع استخدام مضادات الالتهاب الانتقائية 2 cox منفردة مقارنة بالفئة الأخرى من مضادات الإلتهاب غير الانتقائية مضافاً إليها مثبطات أحماض المعدة ppi، ويرجع السبب في ذلك إلى أن كبح مفعول الأحماض المعوية بواسطة مثبطات أحماض المعدة لا يمنع الأضرار التي تصيب الجهاز الهضمي السفلي، وبالتالي فإن استخدام مضادات الالتهاب الانتقائية cox 2 منفردة يقلل فرص المخاطر على الجهاز الهضمي بأكمله.
فيما اتفق كل من الدكتور معن قطان استشاري التخدير مدينة الملك عبد العزيز الطبية، والدكتور أنور زيدان استشاري طب الألم بمستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز بالرياض على أن استخدام العقارات الانتقائية يعتبر إضافة قوية للتحكم في الألم قبل وبعد العمليات الجراحية حيث تساهم في التقليل من استعمال أدوية التخدير (مشتقات المورفين) وتجنب مضاعفاتها، كما تتميز هذه الفئة من مضادات الإلتهاب بأنها تقلل من فرص حدوث النزيف بعد العمليات وذلك عند استخدامها للتحكم في الألم مقارنة بمضادات الالتهاب غير الانتقائية.