أنا مصاب بالإسهال: ما الذي علي أكله وما الذي يجب تجنبه؟

تكثر في فصل الصيف حالات الإصابة بالإسهال، كما تكبر خطورته بسبب تعاظم احتمال تسببه بالتجفاف، مع ارتفاع درجة الحرارة وخسارة ماء الجسم عن طريق التعرق. السبب الأساسي لازدياد عدد حالات الإصابة بالإسهال في الصيف هو كثرة حالات التسمم الطعامي، بسبب ارتفاع درجة الحرارة المواتي لنمو الجراثيم التي تفسد الطعام، بالإضافة لوجود الحشرات الناقلة للجراثيم في فصل الصيف، مثل الذباب والصراصير. وتعرف منظمة الصحة العالمية الإسهال على أنه خروج براز 3 مرات أو أكثر يومياً أو لعدد مرات أكثر من المعتاد عند الفرد.

قد يحدث الإسهال بسبب تلوّث الطعام أو الماء بالجراثيم، أو بسبب الإصابة ببعض أنواع الفيروسات مثل فيروس نورووك Norwalk virus، أو بسبب الإصابة بأحد أمراض عدم تحمُّل الطعام مثل عدم تحمّل اللاكتوز (سكر اللبن) lactose intolerance، أو بسبب أدوية  معينة مثل المُضادات الحيوية، أو بسبب بعض الأمراض مثل داء كرون أو التهاب القولون أو الداء البطني Coeliac disease. وتقول منظمة الصحة العالمية أن هناك 1,7 مليار إصابة بالإسهال كل سنة، وتردف أن الإسهال هو ثاني مُسبب للوفيات بين الأطفال دون الخامسة من أعمارهم في العالم، حيث يقتل 760,000 طفل كل سنة، علاوة على أنه المسبب الرئيسي لسوء التغذية malnutrition عندهم، مع أنه عرض قابل للعلاج والوقاية منه في الغالبية العظمى من الحالات.

ومع أن الإسهال لا يتسبب سوى بالانزعاج في غالب الحالات، غير أنه قد يؤدي لمشاكل خطيرة عند أناسٍ مُعينين. فالأطفال والمُسنون عندهم حساسية خاصة تجاه الإسهال لأنهم يُصابون بالتجفاف بسرعة كبيرة، ما يُشكّل خطر بالغ عليهم في حال تركه دون علاج.

يجب أن يشفى الإسهال من تلقاء نفسه في غضون أيامٍ قليلة عند أخذ ما يكفي من السوائل والأملاح، ويجب مراجعة الطبيب في حال استمرار الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام. وصحيح أنه يمكن شراء بعض الأدوية المُضادة للإسهال دون وصفة طبية، لكن من المناسب أخذ مشورة من أحد محترفي الصحة قبل تناولها.

يمكن للأطعمة، من ناحيةٍ أخرى، أن تلعب دوراً كبيراً في التماثل للشفاء، أو في تأخيره أحياناً في حال تناول مأكولات غير مناسبة. ونورد هنا بعض الأطعمة التي عليك تناولها، وأخرى عليك تجنبها، إلى حين تماثلك للشفاء.

اشرب: السوائل

يجب على البالغ شرب لترين أو أكثر من السوائل يومياً لتعويض ما يخسره من السوائل عند إصابته بالإسهال. ونوصي بتناول الماء الصافي والشاي الخفيف والمرق والعصائر المُخففة والمشروبات الرياضية التي تحوي الصوديوم والبوتاسيوم.

كل: الموز

يحتوي الموز على مُستويات مُرتفعة من البوتاسيوم، ما يُساعد على تعويض الأملاح، كما أن سهولة هضمه يجعله من الأطعمة الرئيسية للمُصابين بالاسهال. وتقول بعض الأبحاث أن الموز الأخضر أكثر فائدة، غير أن جميع أصنافه مُفيدَة.

كُل: الأرز

الأرز الأبيض المسلوق هو أحد الأطعمة الأخرى المُفيدة. وعلى عكس النصائح الصحية المُعتادة، لا يُوصى بالحبوب الكاملة للمُصابين بالإسهال، بينما يمكن أن يعمل الأرز الأبيض البسيط كعامل رابط للسوائل والأملاح.

كُل: هريسة التفاح

يُساعد البكتين pectin الموجود في التفاح (وهو مركب عديدات سكريد) على علاج أعراض الإسهال، غير أن قشر التفاح قد يكون مهيجاً للأمعاء، لذلك يمكنك اختيار هريسة التفاح.

كُل: الخبز المحمص

تذكر أن الخبز المحمص الأبيض البسيط (التوست) سهل الهضم ويربط الماء والأملاح.

كُل: البسكويت البسيط

ينطبق الأمر ذاته على البسكويت البسيط، وهو لطيف وخفيف على المعدة (وتأكد من أكله مع شرب الكثير من الماء).

كُل: المعكرونة البسيطة

كما في البسكويت والخبز المحمص والأرز، أبقِ المعكرونة بسيطة دون أن تضيف لها أي من الحبوب الكاملة.

كُل: البطاطا المُقشّرَة المسلوقَة

تُساعدُ النشويات الموجودة في البطاطا على تهدئة المعدة، لكن تأكد من تقشيرها أولاً، لأن القشرة تؤدي لعمل الأمعاء بجهد.

كُل: الفواكه المُعلبة

الفواكه المُعلبة خيارٌ مناسب لأنها تكون مُقشرة سلفاً دائماً، وهي سهلة الأكل. وسيكون عليك تحنب الفواكه التي تحرض التبرز، مثل البرقوق والمشمش.

كُل: الجزر المطبوخ

بالإضافة إلى أن الجزر لذيذ وخفيف، هو يحوي كميات صحية من البكتين الذي يعين الأمعاء على التعافي.

كُل: القرع

القرع غني مثل البطاطا بالنشويات وهو فقير نسبياً بالألياف غير الذوابة، ما يساعد على تماسك الأمعاء. وكما قلنا سابقاً، عليك تقشير القرع أولاً.

كُل: اللحم الهبر

قد لا ترغب في حال الإصابة بالإسهال بأكل اللحم، لكن إن أحببت أكل اللحوم فاختر اللحم الهبر دون جلد، مثل الدجاج.

تجنب: الكافئين

وهذا يترافق مع القهوة والشاي الثقيل ومشروبات الطاقة، فعليك الابتعاد عنها، حيث أن للكافئين تأثير ملين، وبالتالي لن يكون تناوله مناسباً عند الإصابة بالإسهال.

تجنب: الحلويات

قد يكون السكر أحد أسباب الإصابة بالإسهال، لأن هضمه صعب، لذلك تفادى التمتع بالحلويات وقت إصابتك بالإسهال.

تجنب: المشروبات الغازية

تجعل المشروبات الغازية المُحلاة الإسهال أسوأ لسببين: أولاً لاحتوائها على الكافئين، وثانياً لاحتوائها على السكر.

تجنب: الكحول

يجب عدم شرب الكحول، فهو يسبب الإسهال بحد ذاته، وسوف يجعل الإسهال أسوأ عند الإصابة به.

تجنب: الفواكه المُجففة

هذه من أنواع المأكولات التي تساعد عند الإصابة بالإمساك، وبالتأكيد أنها لن تفيد عند الإصابة بالاضطراب المقابل!

تجنب: المأكولات المقلية والسريعة

كل ما يمكن للأطعمة الدسمة فعله هو جعل أعراض الإسهال أسوأ. لذلك يجب عليك تجنب جميع الأطعمة المقلية، بالإضافة للأطعمة الغنية بالدهون غير المُشبعة trans fats.

كُل وتجنب مُشتقات الألبان

قد يكون فهم هذا صعباً! حيث أن الطلائع الحيوية probiotics (وهي مواد تساعد على نمو الجراثيم المفيدة في الأمعاء) الموجودة في اللبن تدعم جراثيم الأمعاء الجيدة، غير أن الجسم قد يُصاب أحياناً خلال سورات الإسهال بعدم تحمل اللاكتوز(سكر الحليب) على نحوٍ مؤقت تجاه أطعمة من مثل الحليب. اختر اللبن الغني بالطلائع الحيوية، وتجنب القشدة الثقيلة والأجبان  في هذا الوقت.

تجنب: العلكة والحلوى

حتى العلكة والشوكللاتة الخالية منها من السكر تحوي سكريات الكحول مثل السوربيتول والمانيتول، وهي مواد تجعل الإسهال أسوأ.

كُل وتجنب: الألياف

مبدئياً قد يكون تجنب الأطعمة الغنية جداً بالألياف مفيداً في حال الإصابة بإسهال شديد، والعودة لإضافة الألياف ببطء يحسن الأعراض، لأن الألياف تساعد على تماسك البراز وجعله أقسى.

المراجع

  1. http://www.who.int/topics/diarrhoea/en/
  2. www.huffingtonpost.ca/2014/07/25/foods-for-diarrhea_n_5607089.html
  3. http://www.webmd.boots.com/digestive-disorders/diarrhoea
  4. http://www.nhs.uk/conditions/diarrhoea/Pages/Introduction.aspx

لقراءة مجلة جديد الصحة والطب تفضل من هنا

Exit mobile version