مهارات التعلم الطبي أصبحت من المواضيع البحثية التي استقطبت الكثير من الباحثين للوصول الى افضل الطرق التي يمكن ان تهيء فهم افضل للطالب في ادراك والاحتفاظ بالمعلومات الاكاديمية. عندما يدرك الطالب أخذه لمسؤولية التعلم الذاتي يزداد محتوى خزن المعلومات وسهولة عرضها بطريقة منطقية. لذا يتطلب من طالب العلم وضع استراتيجية معينة تتناسب مع توجهه في برمجة دراسته بصورة جيدة. ولإدراك هذه الحقيقة لابد من معرفة مهارات التعلم والتي يمكن تشبيهها بالحرف العامة كالحدادة والنجارة وغيرها. فجميع الحرف تتطلب الرغبة في تعلم واتقان الحرفة أولا والممارسة لتلك الحرفة والتي قد تستغرق جهدا ووقتا كبيرا.
اذا كيف يمكن ان ندرك العلاقة بين الجهد الذي يبذله الطالب في تطوير ادراك المادة العلمية وبين فهم تلك المادة حتى يتمكن من عرضها بصورة منطقية؟ للاجابة على هذا السؤال لابد من التركيز على خلايا المخ (neurons) في بناء مهارات التعلم باستراتيجية يطورها الطالب خلال دراستة. لذا يعد الدماغ بانة المعالج والمصممم والمخطط لصيغة وهيئة المعلومات التي يحتاجها الطالب في دراسته. كما يعد الدماغ من الاعضاء المسؤولة عن تقيم المعلومات. لذا فان خلايا مخ الانسان البالغة حوالي 100 بليون خلية تهيء نفسها عند ممارسة الطالب التعليم الذاتي لتنمو منها الياف (Dendrites) عند السماع او ممارسة الكتابة او التحدث او ممارسة شيء ما. لذا فان علم التعليم والتعلم يعتبر الاستاذ الموجه او المسير (facilitator) وليس الملقن للمعلومات المطلوبة.
هذا ينطبق مع الطبيعة البشرية ان الانسان ينسى عند الاستماع لكنه اذا اخذ بادرة التعلم بنفسه فانه يزيد تخزين المعلومات بزيادة نمو الالياف للخلايا الدماغية. بالاضافة لما سبق لابد من ادراك ان العواطف تؤثر على التعلم والذاكرة بسبب الطبيعة الفسيولوجية التي ترتبط مع عددا من الهرمونات وخاصة الأدرينالين (adrenaline) و الاندورفين (endorphins). فالقلق يسبب زيادة الأدرينالين بينما الهدوء والاسترخاء يعمل على زيادة هومونات الاندورفين في الجسم. هرمونات الاندورفين تساعد أجهزة البث العصبية للقيام بتسهيل ارسال الرسائل عبر نقاط الاشتباك العصبي في الدماغ والنتيجة هي أفضل تعلم وسهولة التذكر.
اذا مالمطلوب من الطالب ان يعمل :
– البدء في تطوير الاستراتيجية الصحيحة لبناء مهارات التعلم خطوة بخطوة.
– تدوين الملاحظات أثناء المحاضرات لمساعدتك على تذكر المعلومات.
– الحرص على مراجعة المحاضرات في أقرب وقت ممكن قبل أن تصبح منسىية.
– لإدارة القلق تعلم تقنيات الاسترخاء البسيطة مثل التنفس العميق ببطيء.
– تأكد من أن عملك من أجل التعلم ان يكون بنشاط وفعالية وذلك باخذ الملاحظات من استاذك في كل محاضرة وتعزيزها بالرسومات والصور وحل الكثير من المسائل الدراسية مع التحقق من الإجابات.