ومضات طبية ووقفات تأملية في تاريخ الطب بالمملكة السعودية
الكاتب: عبدالله بن محيل العتيبي
وإنَّ الطِّبَّ مهنةُ كُلِّ حُرٍّ
رأى أنْ يَبذلَ الجهدَ اجتهادا
لقد تطورت مملكتنا الغالية تطوراً كبيراً في كلا المجالين: الرعاية الصحية و كليات الطب. أما مجال الرعاية الصحية فقد بلغ عدد الاسرة في القطاعات الحكومية والخاص في عام 2014م الى نحو 64 ألفا و188 سريرا, ومن المتوقع أن تزيد في عام 2020م الى نحو 119 ألفا و678 سريرا. أما في مجال كليات الطب, فقد إزداد عددها في السنوات الاخيرة الى حوالي 53 كلية طب بشري و طب أسنان.ويتوقع أن تُسهم هذه الكُليات ودفعات الاطباء المبتعثين في زيادة نسبة الاطباء السعوديين العاملين الى تقريباً 75% وهي نسبة تعكس العلم التجريبي والطموح الباذخ الذي يحمله شباب المملكة لكل علم نادر وطريق صعب لرقي الامة وعافيتها
دراسة الطب :
كما نعلم جميعاً, فان دراسة الطب البشري ليس لهُ مثيل من العلوم بعد كتاب الله وسنة نبيه عليهم السلام . فعلى سبيل المثال فأن القبول لكلية الطب, يعتبر أكثر التخصصات تنافُسية ولا يقبل فيه الا النخبة والأذكياء من طلبة التعليم العام والخاص بل انه في بعض الدول كالولايات المتحدة لابد من الحصول على درجة بكالوريوس للقبول في الطب. ثم بعد القبول وبداية الدراسة الجامعية, يقضي الطالب نحو 6سنوات في دراسة البكالوريوس و بعدها يمضي سنة تدريب أو امتياز كتصنيف عالمي .
ينطلق الطبيب في حياته العملية بعد الانتهاء من من الدرجة الجامعية بحيث يصبح تعامله بشكل مباشر مع المرضى ويتقاضى راتباً شهرياً. وغالباً ما يتخصص في إحدى التخصصات الطبية الكثيرة مثلاً الباطنية, الجراحة, الأطفال وغيرها. ويسمى الطبيب في فترة التدريب طبيب مقيم وتتراوح مدتها من 4-7 سنوات في أغلب التخصصات. أما التالي فهي مرحلة التخصص الدقيق, على سبيل المثال, بعد الانتهاء من الباطنية يتخصص في القلب, الكبد أو غيرها, من أجل أن يكون استشارياً.
بعد إكمال الطبيب لهذه الثلاث المراحل: البكالوريوس و فترة التدريب و فترة التخصص الدقيق, يقضي بقية حياتة العملية في هذا التخصص الدقيق. ولان الطب متجدد, وعلم تراكمي مستجد بأستمرار فلا بد للطبيب أن يحدث قاعدة بياناته الطبية في مجال تخصصه دائما وذلك لمواكبة كل ماهو جديد و التأكد بأن ما يقوم به من عمل مبني على نتائج الدراسات العلمية الحديثة وفق نجاحات الطرق العلاجية وهو ما يحدد الطبيب الماهر الحاذق من ذو المعدل المتوسط !؟
لو رجع بك الزمن, هل تكون طبيب ؟
الاطباء في الغالب أصحاب عزائم ضخمة وهمم عظيمة و قد قيل :
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام.
وبالرغم من ساعات العمل الطويلة, وقلة الوقت الذي يقضية الطبيب مع أسرته و الضغوط النفسية المصاحبة للمهنة, فأنه غالبا ستلاحظ أن الطبيب يقدم أفضل ما لدية ولو في اصعب الظروف و يحرص كل الحرص على مصلحة مرضاه وتخفيف آلامهم وهنيئاً للطبيب اذا احتسب في عملة الاجر والمثوبة من الله وصدقت نيته في ذلك , فإن إستشعارهُ لذلك يؤجر عليه بإذن الله. ويكفيك قول الله تعالى: ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا ً).
وان ما يقدمه الطب للطبيب, فأنه أولا: الاطباء هم اكثر العاملين دخلاً مادياً ويختلف الدخل بحسب التخصص. ثانياً: يمكن للطبيب العمل في أي بلد شاء بعد التخرج, بشرط أن يُكمل الاجراءات اللازمة لذلك إن وجدت, وفرصة قبولة ممتازة مقارنة بالتخصصات الاخرى. وأخيراً: فمجالات العمل للطبيب كثيرة, مثلاً يمكنة العمل كاطبيب أكاديمية, طبيب عسكري, طبيب في القطاع الحكومي أو الخاص, في مجال إداري , أو أن يتخصص تخصصات أخرى بعيدة عن التواصل المباشر مع المرضى, وغيرها.
وفي الختام, قال الامام الشافعي رحمة الله : ( إنما العلم علمان : علم الدين وعلم الدنيا . فالعلم الذي للدين هو الفقه والعلم الذي للدنيا هو الطب). فاحمد الله أخي الطبيب على أن جعلك تنتمي الى هذه المهنة الفاضلة و لو رجع بي الزمن مرار وتكرار, لتمنيت أن أكون طبيب مرة أخرى يحفظ الارواح ويسعفها بأذن الله و يخفف عنها الأوجاع وكفى بذلك فضلاً ان جعله الله جزءً عظيماً من رحمته في الارض.تحية اجلال واكبار وتقدير لكل زميل في المهنة سبقني الى مضماره الشريف او سيدركني الى مكارم الاخلاق فطب الارواح نصف طب الاجساد!