الكاتب:د. جاسم العزاوي*
كلية الطب بشقراء
يرتبط مفهوم التعليم الطبي بالخبرة المعرفية المكتسبة وتطبيق المعارف بمهارات مستند على الادلة والبراهين العلمية. فالتعليم الطبي عبارة عن مجموعة من الممارسات التعليمية ذات اطر فلسفية متعددة تقع ضمنها عدد من المجالات الأكاديمية المختلفة ذات العلاقة بصحة الانسان. عند التحدث عن صحة الانسان لا بد من ادراك علوم كثيرة منها مثلا علاقة الاعضاء مع بعضها البعض تشريحيا وفسيولوجيا وبصورة عامة بيولوجيا قبل التفكير بالجانب السريري الذي يمكن التعبير عنه بعلاقة الامراض المختلفة مع ما تعطي من اعراض مرضية معينة. لذا لا بد من ادراك المسؤولية التعليمية قبل السريرية. كذلك لا بد لطالب الطب ان يدرك الهدف الاساسي من التعليم الطبي وكيف يقرر كيف يهيء نفسه لأن يكون طبيبا مقتدرا competent.
لذلك يستند التعليم الطبي على التأكيد على الاسس المعتمدة على الادلة والبراهين الطبية التي تستند على البحوث العلمية الموثقة بصورة دقيقة. وهنا يمكن القول أن لكل بيئة علاقة بطبيعة الامراض التي قد تنشأ فيها نتيجة ارتباطها مع نمط الحياة وطبيعة التلوث. لذا لابد من وجود دراسات وبحوث خاصة لكل منطقة أو بلد تتحدد من خلالها معالم الامراض واسلوب علاجها.
الغرض من التعليم الطبي هو رعاية المرضى وادارة الصحة العامة وتحسين نوعية حياة المرضى بالاعتماد على الطب المبني على الاسس والبراهين المستلهمة من البحوث العلمية الموثقة، سواء كانت تلك الامراض عالمية أو محلية. على الطالب في هذه الحالة ان يأخذ بعين الاعتبار الدقة في دمج الأدلة مع القيم السريرية التي تتطلب تعلم مهارات التشخيص وادراك المخاطر التي قد يتعرض لها المريض خلال العلاج. لذا فان التعليم الطبي الحديث يدرك حاجة الطبيب الى استخدام المعلومات الصحيحة المستلهمة من المراجع العلمية الحديثة وليس الاعتماد على المعلومات القديمة. وبصورة عامة لا بد على طالب الطب من ادراك أهمية ممارسة الطبيب لاستخدام الادلة العلمية بطريقة جيدة.
ويعتبر المريض المصدر الأولي للمعلومات الخاصة بالحالة السريرية التي تتطلب. وهنا لابد على الطالب ان يتعلم الاسلوب الصحيح لأخذ المعلومات من المريض ليحللها بصورة منطقية لمساعدة المريض في العلاج. بعدها لابد من ضرورة البحث عن المعلومات ذات الصلة في تعقب الادلة المتعلقة بالحالة السريرية. ثم يتبع ذلك تقييم دقيق للادلة التطبيقية الموثقة من الابحاث والتي يمكن الاستفادة منها وتطبيقها بما يناسب الحالة السريرية.
يمكن المساعدة في تقيم الحالة السريرية بالاعتماد على ذوي الاختصاصات الطبية الدقيقة. واخيرا لابد للطبيب من تقييم أدائه مع المريض والتفكير بتحسين الاداء. يمكن ان ندرك من هذا أهمية التعلم الاولي الذي لابد على الطالب من تهيئة نفسه لاكتساب وتطوير المعرفة والمهارة من المراحل الاولى للتعلم الطبي.