الأطباء الأدباء
الكاتب: معتز موسى الحربي*
ما إن يدق الجرس معلناً نهاية السنة الدراسية حتى يتنافس الطلبة من الجنسين على الظفر بمقاعد كلية الطب . و لكن ما إن ينتصف المشوار او يبدأون بممارسة هذه المهنة حتى يقوم البعض منهم بتطليق هذه المهنة بطلقة واحدة او طلقتين او الانفصال الكامل بثلاث طلقات متوجهين لمجالات اخرى كالادب و الفن و السياسة و غيرها .
و دعوني اكتب اليوم عن (الاطباء الادباء) و فرضيات علاقة الطب بالادب , فالبعض يقول ان سبب نشوء هذه العلاقة هي (إن الأدب هو طب النفوس، وهو يكمل الطب في شفاء القلوب الرقيقة والنفوس الحائرة( و البعض يفسر الأمر بطريقة “الهروب من الضغط”، حيث الكثير من الأطباء بالفعل يُلاحظ امتلاكهم لمواهب مختلفة ومتنوعة ، وهو ما قد يكون كمحاولة للهروب من ضغط العمل والدراسة ، وأيًا كان التفسير فإن الأمر و الظاهرة موجودة لكن هذه الفرضيات تظل فرضيات و اعداد الاطباء الهاربين من الطب لأحضان الادب في ازدياد , وهذا ما يجعلني أصف هذه الظاهرة ب”متلازمة الطب و الادب”.
فعلى مستوى العالم هناك الكثير ممن طغت شهرتهم كأدباء و مؤلفين على شهرتهم كاطباء و منهم الاديب الروسي أنطون تشيخوف الذي بدأ مسيرته في كتابة القصص القصيرة و هو طالب في كلية الطب و استمر في الكتابة حتى فازت مجموعته القصصية (في الشفق) بجائزة بوشكين معلناً بذلك استحواذة على ساحة الادب في ذلك الوقت ليقول مقولته الشهيرة (الطب زوجتي و الادب عشيقتي).
و لا يمكن ان نتجاوز السير ارثر كونان دويل الطبيب الاسكتلندي و الكاتب المشهور لقصص المحقق (شارلوك هولمز) و مبتكر تلك الشخصية التي اصبحت اشهر منه هو شخصيا , وهو ايضا بدأ بالكتابة و هو طالب في كلية الطب و اشتهر ككاتب ولا يكاد يذكر احد مهنته الاساسية.
اما نحن في عالمنا العربي فلسنا بعيدين عن هذه المتلازمة ففي مصر مثلا من لايعرف امير و ملك القصة القصيرة يوسف ادريس الذي طلق مهنة الطب النفسي للابد متفرغا للادب و ليس مصطفى محمود عنه ببعيد ، حيث طلق هو الاخر الطب و تفرغ للادب و الكتابة الفكرية و الفلسفة و لا ننسى علاء الاسواني و عمارة يعقوبيان .
اما في المملكة العربية السعودية وفي طفرة مؤلفين القصص و الروايات و الشعر في خلال العقد الماضي فلا تتعجب ان يكون من بينهم اطباء. فمؤلفة رواية (بنات الرياض) التي اثارة جدل اجتماعيا واسعة في كل منطقة الخليج و ليس بالسعودية فقط كانت طبيبة الاسنان رجاء الصانع ، و هناك الكثير و الكثيرات ايضا لكن ابرزهم هو الجراح منذر القباني التي تتصدر رواياته والتي تصنف تحت ادب الغموض و التشويق قائمة اكثر الكتب مبيعا و تعتبر روايته (عودة غائب) في قائمة افضل 100 رواية عربية حسب اتحاد الكتاب العرب.
ولا يسعني هنا أن اسرد لكم أعزائي جميع الأطباء الذين تركوا الطب (جزئيا او كليا) للأدب فالقائمة تطول و تطول و الاطباء تصيبهم (متلازمة الطب و الادب) ليتساقطوا الواحد تلو الاخر.
معتز موسى الحربي*
طالب بكلية الطب
Twitter :@mateldo
مقال جميل وفعلا الادب اصبح مرتبط كثيرا في مجال الطب اكثر من اي مجال اخر
مقال جميل وفعلا الادب اصبح مرتبط كثيرا في مجال الطب اكثر من اي مجال اخر
مقال جميل وفعلا الادب اصبح مرتبط كثيرا في مجال الطب اكثر من اي مجال اخر
مقال جميل وفعلا الادب اصبح مرتبط كثيرا في مجال الطب اكثر من اي مجال اخر
مقال جميل وفعلا الادب اصبح مرتبط كثيرا في مجال الطب اكثر من اي مجال اخر
كلام في الصميم…وراقي
فالادب مطلوب في كل مكان
شكرا دكتور معتز
اخوك عبدالله حزام العتيبي
مقال رائع واستمتعت فيه بداية موفقة وفالك التوفيق دكتور معتز
ربط رائع ومقال لطيف .. أثار الشجون والذكريات لزمن ارتبط فيه الأدب بكل شيء أعقبه زمن من الجفاء والقطيعة عاد بعده ذوو الأدب الممتزج بالعاطفة الصادقة لفضاء القلم ووطن الأدب .. وما بعد الغربة إلا الحنين والشوق والرجوع
احسنت يا معتز مقال اكثر من رائع ويذكرنا بانه الانسان يمكن ان يبدع في اكثر من مجال
فيصل الحديدي
أوافقك الرأي ١٠٠٪. مقال رائع وكل مثال او استشهاد هو مجلد بعينه. شبل الذيابي
أوافقك الرأي ١٠٠٪. مقال رائع وكل مثال او استشهاد هو مجلد بعينه. شبل الذيابي
شف من الحماس الي جاء مع المقالة عكست الاسم والتعليق ????
بل نزاراً قبانياً ولا يهون منذر
معتز احبك ??