مجلة نبض – واس:
كشف الدكتور أحمد الهرسي رئيس المجلس الاستشاري العلمي بمركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة أن هناك 12 جهة مانحة (داعمة للأبحاث ومشاريع إنتاج اللقاح)، تقودها المملكة ممثلة في وزارة الصحة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة الزراعة، بمشاركة منظمة الصحة العالمية والمعهد الوطني الأمريكي للصحة، ومؤسسة قطر الخيرية. وأشار إلى أن المؤتمر سيقف على 19 مبادرة لإنتاج لقاح ضد (كورونا)، وهي 4 شركات أمريكية متخصصة، إلى جانب 15 مبادرة من علماء. وعن تكلفة إنتاج اللقاح قال: يصعب التنبؤ بالتكلفة حاليا، لافتا إلى أن إنتاج لقاح (إيبولا) كلف 200 مليون دولار، مضيفا: تكاليف تطوير وإنتاج اللقاحات الجديدة باهظة جدا، وما يزيد الأمور تعقيدا أن السوق المتوقع للقاح لن يكون كبيرا أو جذابا للاستثمارات العالمية. كما أكد الهرسي أن الوزارة سعت منذ وقت مبكر للبحث في إمكانية تطوير علاج ولقاح ضد فيروس كورونا إلا أن هذا التوجه تأخر لعدم وجود نموذج حيواني مناسب لاختبارات اللقاح والعلاج، وعدم التوصل لتحديد استجابة مناعية كافية ضد الفيروس.
وبين أن من الشروط الأساسية لتطوير أي لقاح، وجود نموذج حيواني لديه مستقبلات للفيروس وتظهر عليه أعراض المرض بصورة مشابهة للإنسان بما في ذلك الوفاة عند حدوث الالتهاب الشديد، وقال «هذا النموذج لم يكن متوفرا لفيروس كورونا، والفئران والأرانب التي تستخدم عادة لمثل هذه التجارب لا يصيبها الفيروس ولا يتسبب لها بأية أعراض، أما الإبل فجهاز مناعتها يختلف بشكل كبير ولا يمكن استخدامها لهذا الغرض». وأوضح أنه في الأشهر القليلة الماضية توصل الباحثون إلى أنواع من الفئران المعدلة جينيا بحيث أصبحت تصاب بالفيروس وتحدث لها مضاعفات شبيهة لما يحدث في الإنسان، كما أنهم وجدوا أن حيوانا من فصيلة القرود الصغيرة يمكن أن يصاب بالفيروس، مما يفتح الطريق للتجارب الخاصة بتطوير اللقاح. واستطرد الهرسي: «لإنتاج لقاح ضد أي فيروس يجب على الباحثين إيجاد نقاط على هذا الفيروس يمكنها تحفيز المناعة لإنتاج أنواع معينة من المضادات المناعية تكون قادرة على تحييد الفيروس وإبطال سلسلة تكاثره في خلايا الجسم، وهذا الأمر كان بمنتهى الصعوبة مع فيروس كورونا بسبب طبيعة تركيبه وقدرته على تفادي جهاز المناعة، ويدل ذلك على أن هناك أربعة من الفيروسات من فصيلة كورونا تسبب أنواعا من الزكام، ورغم إصابتها للناس بشكل متكرر عبر السنين إلا أن جهاز المناعة غير قادر على منع العدوى المتكررة بها». وأكد أن الأبحاث أخذت مؤخرا منحنى إيجابيا بعد التوصل لطريقة لتحفيز المناعة في بعض حيوانات التجارب، ما يعطي الأمل في إمكانية تصنيع لقاح لفيروس كورونا.