مجلة نبض-العربية:
رغم ضرورة استخدام الكحول والمطهرات لمواجهة فيروس كورونا، إلا أن استخدام هذه المواد الكيميائية يتسبب في جفاف الجلد، فكيف يمكننا الحرص على صحة الجلد مع استخدام هذه المواد الكيميائية.
ففي حديث لـ”العربية.نت” مع الدكتورة ريهام لبيب، أخصائية الأمراض الجلدية، وعضو الجمعية الأوروبية للأجهزة المعتمدة على الليزر والطاقة، أوضحت أن مواد التنظيف والكحول مكونة من مواد كيميائية، وليس من الطبيعي أن تكون هذه المواد الكيميائية في تلامس مستمر مع الجلد، وذلك لما يحدث بينها وبين الطبقة السطحية في الجلد من تفاعلات، والتي تضعف الطبقة السطحية للجلد وهي الطبقة التي نعتمد عليها في حماية الجلد.
وأكدت الدكتورة ريهام لبيب أن الإفراط في استخدام الكحول والمنظفات يمكن أن يتسبب في حدوث مرض الإكزيما، وهو الاسم العام للمرض، وهو عبارة عن التهاب الجلد التماسي، وهو يكون نتيجة الأفراط في استخدام الكحول الإيثيلي، أو أن يكون هناك تلامس للجلد منه لمدة طويلة.
وأضافت أخصائي الأمراض الجلدية أن الطبقة السطحية من الجلد عبارة عن مجموعة من الخلايا، وتعمل مادة دهنية على ربط هذه الخلايا ببعضها بعضا، وهذه المادة الدهنية تعمل على المحافظة على أن لا يكون هناك أي فراغات بين الخلايا، ولا تسمح هذه المادة بدخول أو خروج أي شيء من خارج سطح الجلد، لذلك عندما يتعرض الجلد للكثير من كميات الكحول، يبدأ الكحول كمادة كيميائية بالتفاعل مع الطبقة السطحية للجلد وإذابة الدهون الموجودة بين الخلايا، وعندما تبدأ هذه الدهون بالذوبان، تبدأ هذه الخلايا بالبعد عن بعضها بعضا ويصبح هناك مسافات بين الخلايا، وبذلك يبدأ الجلد في فقد المياه أو الرطوبة الموجودة بداخله والتي كانت تعمل على المحافظة عليه من الجفاف، وتبدأ جزيئات المياه بالتبخر والخروج بين خلايا الجلد، مما يتسبب في حدوث جفاف شديد في الجلد.
وأضافت الدكتورة ريهام أنه نتيجة لذوبان هذه المادة الدهنية تبدأ الميكروبات والجزئيات الموجودة في الجو مثل الأتربة وحبوب اللقاح خاصة في فصل الربيع بالدخول لخلايا الجلد، بسبب المسافات أو التشققات التي أصبحت موجودة بين الخلايا فتبدأ هذه الجزيئات بالدخول إلى داخل الجلد، وهي تمثل جسما غريبا لذلك يبدأ جهاز المناعة وخلايا المناعة في مهاجمة هذه الجزيئات بشكل عنيف جيداً، وينتج عن هذا الهجوم بعض الأعراض وهي تبدأ بالجفاف الشديد للجلد نتيجة فقد المياه والرطوبة، ويبدأ في ظهور احمرار بسيط في الجلد نتيجة تمدد الأوعية الدموية، وظهور قشور وتشققات واضحة في الجلد، ويبدأ في الشعور ببعض الحكة.
وفي نهاية الحديث أكدت الدكتورة ريهام أننا نواجه اليوم وباء عالميا، لذلك استخدام الكحول الإيثيلي والمنظفات لا غنى عنه، لذلك من الضروري استخدام المرطبات بشكل منتظم، خاصة التي تحتوي على الدهون مثل مادة “السيراميدز”، وهناك بعض المرطبات التي تعمل على إعادة بناء الطبقة السطحية من الجلد مرة أخرى.
وهذه الكريمات من شأنها أن تُعيد بناء الطبقة السطحية من الجلد لاحتوائها على مادة “السيراميدز”، وبالتالي تعمل على تعويض الفقد الذي يحدث في الدهون وبالتالي تعمل على إعادة الخلايا للتماسك مع بعضها بعضا مرة أخرى بشكل سليم، فتحافظ على كمية المياه والرطوبة الموجودة في الجلد، وبالتالي لا تفقد البشرة المياه أو الرطوبة بشكل كبير، ولا يحدث الجفاف وفي نفس الوقت لا يكون هناك فتحات في الجلد لدخول الأجسام الغربية.