منها التنمر والإنترنت.. دراسة توضح أهم مخاوف الآباء تجاه أطفالهم خلال أزمة كورونا

لقد كانت سنة صعبة، لا سيما إذا كنت طفلاً. أدى الوباء إلى إغلاق المدارس، وأخذ الأطفال بعيدًا عن الأصدقاء العزيزين والروتين المفيد، وجعل من المستحيل تقريبًا زيارة الأجداد أو حتى اللعب في الخارج دون قيود التباعد الاجتماعي.

أظهر استطلاع جديد أن الآباء قلقون بشأن تأثير الوباء على أطفالهم. كانت أهم 3 مخاوف حول مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، وما إذا كان طفلهم يتعرض للتنمر الإلكتروني وما إذا كان الطفل معرضًا للخطر أثناء الاتصال بالإنترنت.
قالت الدكتورة جيني راديسكي، الأستاذة المساعدة لطب الأطفال في مستشفى “سي.اس موت” للأطفال التابع لجامعة ميشيجان، التي لم تشارك في الدراسة: “هذا يبين الكثير عن شعور الآباء بالضيق، ومدى ضآلة ثقتهم في أن جميع التقنيات في حياة أطفالهم تدعم رفاهم”.

كانت الزيادة في عادات الأكل غير الصحية وقلة النشاط البدني بين الأطفال، إلى جانب المخاوف من العنصرية والاكتئاب وخطر الانتحار، من أهم بواعث القلق لآباء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و18 عامًا، وفقًا للاستطلاع الذي شمل أكثر من ألفي والد.
وشملت أهم 10 مخاوف أخرى بين الآباء القلق بشأن توتر أطفالهم وقلقهم، وخشية إذا كان طفلهم يدخّن أو يشرب الكحول أو يتعاطى المخدرات.
وقال طبيب الأطفال ومؤلف الدراسة الدكتور جاري فريد، في بيان: “يبدو أن أكبر مخاوف الآباء تجاه الشباب مرتبطة بالتغيرات في نمط الحياة نتيجة الوباء”.
وأضاف: “لقد قلب كوفيد – 19 عالم أطفالنا والمراهقين رأسًا على عقب من نواح كثيرة، وينعكس ذلك في كيفية تقييم الآباء للقضايا الصحية في عام 2020”.

الاختلافات العرقية
وجد الاستطلاع أن أهم 10 مخاوف بشأن صحة الأطفال خلال 2020 اختلفت بناءً على الخلفية العرقية للوالدين.
صنَف الآباء السود العنصرية على أنها مصدر قلقهم الصحي الأكبر للأطفال والمراهقين، في حين أن كوفيد – 19، المرض الناجم عن فيروس كورونا، جاء في المرتبة الثانية.
في حين صنَف الآباء من أصل إسباني العنصرية في المرتبة السادسة على قائمة أكبر 10 مخاوف لديهم، فيما حل الفيروس في المرتبة الثامنة.
ومع ذلك، لم تأت العنصرية ولا الفيروس ضمن أهم 10 مخاوف للآباء البيض، الذين كانوا أكثر قلقًا بشأن الإفراط في استخدام الإنترنت وإساءة المعاملة.

المخاوف النفسية والجسدية
جاء الأكل غير الصحي من قبل الأطفال خلال العام في المركز الرابع لكل من الوالدين البيض والسود، لكنه لم يكن في المراكز العشرة الأولى للآباء من أصل إسباني.
قال فريد إن العزلة الاجتماعية والتغييرات في الروتين بسبب الفيروس قد تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للأطفال، وقد يلاحظ الآباء تغيرات، “مثل زيادة المشكلات السلوكية لدى الأطفال الأصغر سنًا أو تغير المزاج أو الخمول لدى الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين”.
وأضاف: “عادات النوم غير المتسقة قد تزيد بشكل خاص من احتمالية الأكل غير الصحي وتقليل النشاط البدني الخارجي”.
وذكر الآباء السود الفقر ونقص الوصول إلى الرعاية الصحية والإصابات التي تسببها الأسلحة النارية ضمن أهم 10 مخاوف لديهم.
لم يضع الآباء البيض وذوو الأصول الإسبانية ذلك في قائمتهم، لكنهم ذكروا إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم كأحد أهم 10 مخاوف لديهم.

الإفراط في استخدام الشاشات
صنَف الآباء البيض وذوو الأصول الإسبانية الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي ومقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم على الشاشات باعتباره مصدر قلقهم الأول، يليه التنمر أو التسلط عبر الإنترنت وأمان الإنترنت.
على الرغم من وجود مخاوف بشأن قضاء وقت طويل أمام الشاشة، فقد يكون هناك مكان لمحادثات الفيديو والمكالمات الهاتفية مع العائلة والأصدقاء.
وقال فريد: “من المهم للأطفال والمراهقين الحفاظ على الروابط الاجتماعية والعائلية التي نعلم أنها ضرورية لرفاههم العاطفي، خاصة خلال وقت يشعرون فيه بالتوتر أو العزلة”. وقد تكون التكنولوجيا وسيلة مهمة لهذه الاتصالات.
يفتح الوقت الإضافي على الإنترنت إمكانية التعرض للتنمر عبر الإنترنت أو غيره من الأخطار عبر الشبكة. وقال التقرير إنه يجب على الآباء التواصل بانتظام مع أطفالهم بشأن ممارسات الإنترنت الآمنة، “بما في ذلك حماية خصوصيتهم وكيفية تجنب أولئك الذين يحاولون الاعتداء على الأطفال عبره”.

 

Exit mobile version