إرشادات غذائية جديدة تتضمن معلومات إضافية للرضع والأطفال الصغار لأول مرة
أصدرت وزارتا الزراعة الأمريكية والصحة والخدمات البشرية إرشادات غذائية جديدة، تتضمن توصيات للرضع والأطفال الصغار لأول مرة.
وتملي الإرشادات المستخدمة من قبل المتخصصين في الرعاية الصحية وصانعي السياسات، الكثير مما سيتناوله الأمريكيون في جميع الأعمار على مدى السنوات الخمس المقبلة، وتوفر أساساً لبرامج التغذية الفيدرالية.
وتركز الإرشادات وفقاً لموقع الإرشادات الغذائية، على “تخصيص خيارات الأطعمة والمشروبات المغذية والتمتع بها لتعكس التفضيلات الشخصية، والتقاليد الثقافية، واعتبارات الميزانية، وتلبية الاحتياجات من الأطعمة والمشروبات الغنية بالعناصر الغذائية، والبقاء ضمن حدود السعرات الحرارية”.
وفي بيان قال أليكس عازار، وزير الصحة الأمريكي: “يخبرنا العلم أن التغذية الجيدة تؤدي إلى نتائج صحية أفضل، وأن الإرشادات الغذائية الجديدة تستخدم أفضل الأدلة المتاحة لتزويد الأمريكيين بالمعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ قرارات صحية لأنفسهم ولأسرهم”.
تناول الكحول والسكر
ورغم أن هذه الإرشادات الموسعة تشمل مراحل الحياة المبكرة، إلا أنها لا تتبع توصيات حول الكمية في عنصرين رئيسيين: تناول الكحول والسكر.
وأُصدرت هذه المبادئ التوجيهية بناءً على الإصدارات السابقة من التوصيات الغذائية في التقرير العلمي للجنة الاستشارية للمبادئ التوجيهية الغذائية، والذي نُشر في يوليو.
واقترح تقرير اللجنة تقليل التوجيه الحالي من مشروبين للرجال ومشروب واحد للنساء في اليوم إلى مشروب واحد في اليوم لكل من النساء والرجال.
ووفقاً للإرشادات الجديدة، يمكن للبالغين اختيار عدم الشرب أو الشرب باعتدال عن طريق الحد من تناول مشروبين أو أقل في اليوم للرجال ومشروب واحد أو أقل في اليوم للنساء. أما الحوامل فيجب ألا يشربن.
وجاء في بيان صادر عن معهد المشروبات الأمريكية أن “القرار الذي اتخذته الحكومة الفيدرالية للحفاظ على الإرشادات الغذائية الحالية حول تناول الكحول يعكس العلم الحالي ويجب الإشادة به”.
انتشار السكريات المضافة
وأوصت اللجنة أنه على الآباء وأولياء الأمور تجنب السكر المضاف في النظام الغذائي للطفل، بسبب ارتباطه القوي بسمنة الأطفال والحالات الصحية المزمنة في المستقبل.
وبدلاً من ذلك، بقيت الكمية الموصى بها في الإرشادات حول السكر المضاف عند 10٪ من السعرات الحرارية اليومية، رغم أنها قد أضافت توصية بعدم تناول أي سكريات مضافة على الإطلاق للأطفال دون سن الثانية من العمر.
ومع ذلك، فقد وجدت الأبحاث السابقة أن الأطفال يستهلكون في المتوسط ملعقة صغيرة من السكر المضاف يومياً، بينما يستهلك الأطفال الصغار حوالي 6 ملاعق صغيرة يومياً.
وتُستخدم السكريات المضافة في الأطعمة والمشروبات المُصنعة للتحلية، وتختلف عن السكريات الطبيعية التي تكون جزءًا من قطعة فاكهة أو كوب من الحليب. ومع ذلك، في حين أنه يبدو بأن عصير الفاكهة يقدم نفس الفوائد الغذائية مثل الفاكهة الكاملة، إلا أنه ليس كذلك في الواقع، وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
ووفقاً للجنة “يأتي ما يقرب من 70 بالمائة من تناول السكريات المضافة من خمس فئات غذائية: المشروبات المحلاة، والحلويات والوجبات الخفيفة الحلوة، والقهوة والشاي، والحلوى والسكريات، وحبوب الإفطار والوجبات الخفيفة”.
ووفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، قد تشمل السكريات المضافة على الملصق الغذائي: “السكر البني، ومحليات الذرة، وشراب الذرة، وسكر العنب، والفركتوز، والجلوكوز، وشراب الذرة عالي الفركتوز، والعسل، واللاكتوز، وشراب الشعير، والمالتوز، والدبس، والسكر الخام، والسكروز”.
توصيات للرضع
أما المبدأ التوجيهي الأوسع فيتمثل بـ”اتباع نمط غذائي صحي في كل مرحلة من مراحل الحياة”.
ونصت الإرشادات الجديدة بأنه “يجب إطعام الرضع حصرياً حليب الأم خلال الأشهر الستة الأولى تقريباً من العمر، مع الاستمرار في إطعام الرضع حليب الأم خلال السنة الأولى على الأقل من العمر، ولفترة أطول عند توفره، وإذا كان حليب الأم غير متوفر، يجب إطعام الرضع تركيبة “مدعمة بالحديد” خلال السنة الأولى من العمر”.
ويحتوي حليب الأم على مغذيات دقيقة صحية مهمة لنمو الطفل والتي يمكن أن تتأثر في معظمها بالنظام الغذائي للمرأة واستخدام المكملات.
ويقترح هذا المبدأ التوجيهي الأول أيضاً تقديم أطعمة “غنية بالعناصر الغذائية” للرضع في عمر 6 أشهر.
وفي بريد إلكتروني، قال طبيب الأطفال الدكتور ستيفن أبرامز، الذي يرأس لجنة التغذية بالأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال: “نظراً للتركيز على الأطفال منذ الولادة وحتى 24 شهراً، فإننا بشكل عام سعداء بالتوصيات والرسائل الرئيسية الخاصة بجعل كل قضمة مهمة”.
وتتوافق التوصيات جيداً مع سياسة AAP التي تدعم الرضاعة الطبيعية الحصرية لنحو 6 أشهر مع إدخال الأطعمة التي تحتوي على الفول السوداني بعمر 4 إلى 6 أشهر عند الرضع المعرضين لخطر الإصابة بحساسية الفول السوداني.
وتدور المجالات المحتملة للقلق الغذائي في نمو الطفل حول الحديد، والزنك، وفيتامين D. ولأن حليب الثدي لا يحتوي على كميات كافية من فيتامين D إلا إذا كانت الأم تتغذى بمستويات عالية، فتوصي الإرشادات بتزويد الأطفال بمكملات الفيتامين D بعد فترة وجيزة من الولادة.
ويؤدي إدخال الفول السوداني، والبيض، ومنتجات حليب البقر، والمكسرات، والقمح، وفول الصويا، والمحار، والأسماك مع الأطعمة التكميلية الأخرى إلى تقليل خطر إصابة الطفل بحساسية الطعام.
توصيات واسعة
وتنص التوجيهات على أن “النمط الغذائي الصحي” يتكون من أشكال كثيفة المغذيات من الأطعمة والمشروبات في جميع مجموعات الطعام، بالكميات الموصى بها، وفي حدود السعرات الحرارية. وتتكون هذه الأطعمة من البروتين، والزيوت، ومنتجات الألبان، والخضار، والحبوب، والفاكهة.
ويشمل هذا النمط الخضار الداكنة والحمراء والبرتقالية، والفاصولياء والبازلاء، والعدس والنشويات الأخرى، والفاكهة والحبوب الكاملة، والزيوت النباتية، واللحوم الخالية من الدهون، والدواجن، والبيض، والمكسرات، والحليب الخالي من الدسم أو قليل الدسم، والزبادي، والجبن.
وأخيراً، فإن المبدأ التوجيهي النهائي هو “الحد من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات المضافة، والدهون المشبعة، والصوديوم، والحد من المشروبات الكحولية، في كل مرحلة من مراحل الحياة”.
ويجب أن يستهلك الطفل أقل من 10٪ من السعرات الحرارية يومياً من الدهون المشبعة بعمر السنتين. ويجب أن يكون استهلاك الصوديوم أقل من 2300 ملليجرام يومياً، وحتى أقل للأطفال دون سن 14 عاماً.
ووفقاً للإرشادات الجديدة: “تشمل استراتيجيات خفض تناول الصوديوم زيادة الطهي في المنزل، واستخدام ملصق حقائق التغذية لاختيار المنتجات التي تحتوي على نسبة أقل أو منخفضة الصوديوم، أو بدون ملح مضاف وما إلى ذلك، وتوابل الأطعمة بالأعشاب، والتوابل بدلاً من الملح”.
ما المفقود؟
ولم تتطرق الإرشادات إلى موضوع اللحوم الحمراء – مورد رئيسي للدهون المشبعة في النظام الغذائي الأمريكي ولاعب كبير في الجدل حول استدامة الغذاء والتأثير البيئي. والإرشادات الجديدة لا تقول الكثير عن الأطعمة المصنعة.
وبدلاً من ذلك، تقترح الإرشادات استبدال اللحوم المصنعة أو عالية الدهون، مثل النقانق، ولحم الخنزير المقدد، بالمأكولات البحرية أو الفاصولياء والبازلاء والعدس لتلبية توصيات البروتين.
وتقترح أيضًا أن غالبية اللحوم والدواجن التي يستهلكها الشخص يجب أن تكون طازجة أو مجمدة أو معلبة، وفي أشكال خالية من الدهون، مثل صدور الدجاج، أو الديك الرومي المفروم، بدلاً من اللحوم المصنعة مثل لحم الخنزير أو اللحوم الباردة الأخرى.