أطباء يختبرون مدى فعالية دواء شائع مضاد للاكتئاب ضد فيروس كورونا المستجد.. ما النتيجة؟
يجري الأطباء تجربة سريرية لمعرفة ما إذا كان أحد مضادات الاكتئاب الشائعة قد يمنع شخصاً من الإصابة بمرض شديد جراء “كوفيد-19”.
وبمشاركة 1,100 شخص في المراحل الأولى من “كوفيد-19″، يقوم الباحثون بجامعة واشنطن، في مدينة سانت لويس باختبار عقار “فلوفوكسامين”، والمعروف أيضاً باسم “Luvox”.
وبينما أن مضادات الاكتئاب قد تبدو كمرشح غير محتمل لمحاربة “كوفيد-19″، أشارت دراسة صغيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى أنها قد تحقق بعض النجاح.
ومن المعروف منذ سنوات أن مضادات الاكتئاب الحديثة، والتي تُعرف باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، تحمل خصائص مضادة للالتهابات.
ويؤدي الالتهاب دوراً رئيسياً في الإصابة بفيروس “كوفيد-19″، ما يؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل جلطات الدم وتورم “أصابع كوفيد”.
ومن أجل الحصول على نتائج في غضون أسابيع بدلاً من أشهر، وهو فارق زمني مهم في الوقت الذي يموت فيه آلاف الأشخاص بسبب فيروس كورونا كل يوم، يجري الباحثون الدراسة بطريقة غير تقليدية.
ويحرص الباحثون على إرسال الأدوية بالبريد إلى منازل المرضى في جميع أنحاء البلاد، ويقوم المرضى بمراقبة صحتهم وإبلاغ طاقم الدراسة.
يقول الدكتور إريك لينزي، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة، إن الأمر سار بشكل جيد حتى الآن، مع وجود عثرة صغيرة تم التغلب عليها بسهولة.
وأضاف: “لدي قصة مضحكة عن أحد المشاركين في ولاية نيوهامشير، حيث قمنا بشحن دواء الدراسة إليه، واتصل قائلاً إنه تُرك في جرف ثلجي على بعد ربع ميل من منزله”.
وأوضح لينزي أن المريض “سأل عما إذا كان لا يزال من المناسب تناوله، وقلنا نعم، لا بأس. أنا خبير في التجارب السريرية، وكانت هذه تجربة جديدة بالنسبة لي”.
دراسة أصغر تظهر نتائج واعدة لدواء “فلوفوكسامين”
وبدأت الدراسة في ديسمبر/ كانون الأول، وشارك عشرات الأشخاص حتى الآن. وبذلك، يعتقد الباحثون أنه قد يكون لديهم نتائج بحلول فبراير/ شباط.
وفي الدراسة التي نشرت في نوفمبر/ تشرين الثاني بمجلة الجمعية الطبية الأمريكية، تناول 80 مريضاً دواء “فلوفوكسامين” دون أن يطور أي منهم مستويات أكسجين منخفضة.
ومن بين 72 مريضاً تناول دواءً وهمياً، طور 6 أشخاص مستويات منخفضة من الأكسجين.
ونقل أحد المرضى الذين تناولوا دواء “فلوفوكسامين” إلى المستشفى بسبب إصابته بالجفاف.
ونُقل أربعة من المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي إلى المستشفى بسبب أعراض مرتبطة بـ”كوفيد-19″، وانتهى الأمر بمريض واحد في وحدة العناية المركزة، مستخدماً جهاز التنفس الصناعي.
وكتب المؤلفون: “بسبب قيود الدراسة، يجب تفسير هذه النتائج على أنها تولد الفرضية، وليس كدليل على الفعالية”.
وفي الوقت الحالي، يقوم لينزي وفريقه بإجراء دراسة أكبر لأن الدراسة السابقة كانت أصغر من أن تتوصل إلى استنتاجات نهائية.
دراسة غير تقليدية
ويبحث العلماء من جامعة واشنطن عن مشاركين ثبتت إصابتهم بـ”كوفيد-19″، وظهرت عليهم الأعراض لمدة أسبوع أو أقل.
وهناك العديد من جوانب الدراسة التي تعتبر غير تقليدية.
ولن يقوم الباحثون بفحص المرضى جسدياً، بل سيتم إرسال أدوية الدراسة للمشاركين، مع مقياس لدرجة الحرارة وضغط الدم، ومقياس التأكسج النبضي، وهو جهاز يوضع على طرف الإصبع لقياس مستويات الأكسجين في الدم.
وأثبتت هذه الطريقة الجديدة لإجراء التجارب السريرية فعاليتها بالفعل.
وقام باحثون بنمذجة دراستهم على أساس دراسة الدكتور ديفيد بولوير، في جامعة مينيسوتا، والذي قام بشحن “هيدروكسي كلوروكوين” وحبوب الدواء الوهمي للمشاركين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وفي غضون أسابيع، كشفت الدراسة أن عقار “هيدروكسي كلوروكين”، وهو عقار روج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم يحارب “كوفيد-19”.
وقال لينزي: “السرعة التي تم بها إنجاز ذلك أمر غير عادي.. لقد استعرنا تقنياتهم من أجل تجربتنا، وهم يعملون بشكل جيد”.