وبهدف تأكيد النتائج، اختبر فريق هازن مجموعة أخرى من عينات الدم تعود لأكثر من 2100 شخص في الولايات المتحدة، و833 عينة إضافية تم جمعها من قبل الزملاء في أوروبا حتى عام 2018. وكان حوالي ¾ من المشاركين في المجموعات السكانية الثلاثة يعانون من مرض الشريان التاجي أو ارتفاع ضغط الدم، ونحو خمسهم لديهم إصابة بالسكري، وفقًا لما ذكره هازن. وكان أكثر من نصفهم من الذكور في الستينيات والسبعينيات من العمر.

وفي المجموعات السكانية الثلاث، وجد الباحثون أن المستويات الأعلى من الإريثريتول ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتة الدماغية، أو الوفاة خلال السنوات الثلاث التالية.

ولكن لماذا؟ لمعرفة ذلك، أجرى الباحثون المزيد من الاختبارات على الحيوانات، والمختبرات، واكتشفوا أنّ الإريثريتول “يثير تجلطًا معززًا” أو يتخثّر في الدم، بحسب ما أشار إليه هازن.

والتخثر ضروري في جسم الإنسان، وإلا فقد ينزف الجسم حتى الموت من الجروح والإصابات. وتحدث العملية ذاتها باستمرار داخليًا أيضًا.

وأوضح هازن أنّ “أوعيتنا الدموية تحت الضغط دومًا، وقد ينجم تسريبات عن ذلك، والصفائح الدموية تسد هذه الثقوب باستمرار طوال الوقت”.

وأشار إلى أنّ حجم الجلطة التي تصنّعها الصفائح الدموية يعتمد على مدى المسبب الذي يحفز الخلايا. وعلى سبيل المثال، إذا كان المسبب 10٪ فقط ، فإن الجسم يُصاب بـ10٪ فقط من الجلطة.

وقال هازن: “لكن ما نراه مع الإريثريتول، هو أنّ الصفائح الدموية تصبح سريعة الاستجابة: مجرد 10٪ منه يتسبب بما بين 90٪ و100٪ من تكوين الجلطة”.

وأضاف: “بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر التجلط، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، مثل المصابين بأمراض القلب الحالية أو مرضى السكري، أعتقد أن هناك بيانات كافية في حوزتنا للابتعاد عن الإريثريتول، حتى تُجرى المزيد من الدراسات”.

وأشار أوليفر جونز، أستاذ الكيمياء في جامعة RMIT في فيكتوريا، أستراليا، إلى أن الدراسة كشفت فقط عن علاقة، وليس علاقة سببية.

وتابع جونز، غير المشارك في البحث، في بيان أن “المؤلفين وجدوا ارتباطًا بين الإريثريتول ومخاطر التخثر، وهذا لا يشكّل دليلًا قاطعًا بوجود مثل هذه الصلة”.

وأضاف أنّ “أي مخاطر محتملة (وغير مثبتة حتى الآن) للإريثريتول يجب أن تكون متوازنة مع المخاطر الصحية الحقيقية للغاية من استهلاك الغلوكوز الزائد”.

متطوعون أصحاء

وفي جزء أخير من الدراسة، تناول ثمانية متطوعين أصحاء مشروبًا يحتوي على 30 غرامًا من الإريثريتول، وهي الكمية التي يستهلكها الكثير من الناس في الولايات المتحدة، بحسب المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، الذي يفحص التغذية الأمريكية كل عام.

وتنبعت اختبارات الدم على مدى الأيام الثلاثة التالية مستويات الإريثريتول ومخاطر التخثر.

وقال هازن: “30 غرامًا كانت كافية لرفع مستويات الإريثريتول في الدم ألف مرة”، لافتًا إلى أنها “بقيت مرتفعة فوق الحد اللازم لتحفيز وزيادة مخاطر التخثر خلال اليومين إلى الثلاثة أيام التالية”.

وشرح هازن أنّه “إذا ألقيت نظرة على ملصقات التغذية على العديد من مثلجات الكيتو، فسترى انخفاض السكر أو كحول السكر، وهي مصطلحات تُستخدم للإريثريتول. وستجد أن نصف لتر نموذجي يحتوي على ما بين 26 و45 غرامًا”.

وخلص إلى أنّ “العلم بحاجة إلى التعمق أكثر بالإريثريتول وبسرعة، لأن هذه المادة متوفرة على نطاق واسع حاليًا”.

وقال فريمان من منظمة الصحة اليهودية الوطنية: “إذا كانت ضارة، يجب أن نعرف ذلك”.