دراسة: قد يرتبط الانتظام بتناول المليّنات بمخاطر الإصابة بالخرف

مجلة نبض – CNN:

يقول الباحثون إنّهم وجدوا صلة محتملة بين الاستخدام المنتظم للمليّنات وخطر إصابة الشخص بالخرف. مع ذلك، أشار الخبراء إلى أنّ البحث مازال مبكرًا ويجب تفسيره بحذر.

وفقًا لباحثين من مؤسسات طبية في جميع أنحاء الصين، وكذلك في جامعة كامبريدج، وكلية الطب بجامعة هارفارد، يعاني حوالي نسبة 20% من عامة السكان وحوالي نسبة 70% من الأشخاص في دور رعاية المسنين من الإمساك، ويعالج معظم المصابين بالإمساك بإحدى نسختين من الملينات المتاحة من دون وصفة طبية.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب Neurology، الأربعاء، إلى أنّ ارتباط الخرف المحتمل يكون أقوى مع استخدام المسهّلات التناضحية، التي تسحب الماء إلى البراز لجعله أكثر ليونة وأسهل في المرور.

أما النوع الرئيسي الآخر، أي المسهلات المنشّطة، فتزيد تقلّصات العضلات على طول كتلة البراز.

تضمّنت الدراسة حوالي 10 سنوات من البيانات، المبلّغ عنها ذاتيًا، من قبل 476،219 بالغًا، تراوحت أعمارهم بين 40 و69 عامًا في المملكة المتحدة.

في البداية، حدد مؤلفو الدراسة الحالة الصحية للمشاركين وعوامل نمط حياتهم، بما في ذلك استهلاكهم للمليّنات التي لا تستلزم وصفة طبية.

أفاد حوالي نسبة 3.6% من المشاركين باستخدام أدوية مسهّلة في معظم أيام الأسبوع خلال الأسابيع الأربعة السابقة.

وكان المستخدمون للملينات على نحو منتظم في غالبيتهم من النساء، ولديهم تحصيل علمي متدنٍّ، ويعانون من مرض مزمن، ويستهلكون مضادات الكولين والأفيون بانتظام.

وبينت الدراسة: “كانت أعراض السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، وضعف التصنيف العام للصحة الذاتية، واستهلاك أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم والستاتين وعقاقير الستيرويد، أعلى لدى المستخدمين (الملينات) بشكل منتظم مقارنة مع المستخدمين بشكل غير منتظم”.

وجد الباحثون أنّ 2،187 من المشاركين قد شخّصوا بالخرف لجميع الأسباب، بينها مرض الزهايمر والخرف الوعائي، بحلول نهاية فترة الدراسة.

وكتبوا في الدراسة: “ارتبط الاستخدام المنتظم للملينات بزيادة مخاطر الإصابة بالخرف لجميع الأسباب، لا سيما لدى من استخدموا أنواعًا متعددة من المليّنات أو المليّنات التناضحية”.

وتم تشخيص الخرف لدى نسبة 1.3% من المشاركين الذين استخدموا المسهّلات بانتظام، بينما بلغت النسبة 0.4%  لدى لم يبلغوا عن استخدام المليّنات بانتظام.

من جهته، قال الدكتور ريتشارد إيزاكسون، طبيب الأعصاب الوقائي لدى معهد الأمراض العصبية التنكسية في ولاية فلوريدا، إنّ النتائج تعد مثيرة للاهتمام، لكنّها تخمينية فقط.

وقال إيزاكسون، غير المشارك بالدراسة إنّ “هناك ما يبرّر إجراء مزيد من الدراسات لإحداث تأثير نهائي على الممارسة السريرية”.

وقدّم الباحثون تفسيرًا واحدًا لهذا الاكتشاف، الذي يبدأ بتكوين الميكروبيوم، أي تريليونات الميكروبات (الكائنات الحية الدقيقة) التي تعيش داخل الأمعاء.

وأوضحوا أنّ المليّن التناضحي له أثر دائم على الميكروبيوم، وقد يؤثر على إنتاج الناقلات العصبية اللازمة للوظيفة الإدراكية الطبيعية.

وكتبوا أنّ استهلاك المليّن التناضحي قد يزيد أيضًا من إنتاج السموم المعوية.

قد تؤدي المليّنات أيضًا إلى تعطيل الحاجز الظهاري، الذي ينظّم امتصاص العناصر الغذائية ويساعد على توصيل المواد الضرورية إلى الجهاز العصبي المركزي.

تشمل قيود الدراسة أن بيانات المرضى أُبلغ عنها ذاتيًا وقد تكون غير دقيقة، وأن هناك معلومات محدودة حول عوامل محيرة محتملة مثل تناول المرضى للألياف وشدة الإمساك لديهم.

وأعرب الدكتور علي رضائي، مدير برنامج حركية الجهاز الهضمي لدى مركز “سيدارز سيناي” الطبي، عن تشكيكه في النتائج، بالقول إنّ الدراسة تفتقر إلى مكون رئيسي ضروري لرسم ارتباط دقيق بين الاستخدام المنتظم للملينات والخرف، أي مقدار بيانات.

وأوضح رضائي، غير المشارك في البحث، أنّ “المليّنات تغيّر الميكروبيوم، لكن ليس لدينا بيانات تشير إلى أن تلك التغييرات التي تسببها المسهلات هي التغييرات عينها التي نراها في دراسة الخرف”.

وأضاف: “هذه قفزة كبيرة (في الاستنتاج) سوف تستغرق عقودًا من الدراسة لمعرفتها”.

وأشار رضائي إلى أنّ فترة الدراسة لم تكن طويلة بما يكفي لاستخلاص أدلّة ملموسة، كما أن البيانات التأسيسية للمشاركين لا تمثّل بدقة ما يراه هو خلال ممارسته الطبية.

وتعادل الدراسة كمية المشاركين الذين استخدموا المسهلات بانتظام وعدد الذين عانوا من الإمساك، لكن قد لا تتداخل المجموعتان دومًا.

كما لفت إلى أنّ معدل الإمساك في الدراسة، كان بنسبة 3% فقط، وقال: “هذا يخبرني ببساطة أنّهم لم يحددوا جميع مرضى الإمساك، بل حددوا فقط المرضى الذين ذكروا استخدام أدوية مليّنة من دون وصفة طبية بانتظام. فمن غير المعتاد أن نجد 3% فقط من السكان يعانون من الإمساك”.

كما أشار إيزاكسون إلى نقص بيانات المشاركين، لا سيّما في ما يتعلق بالتنوّع العرقي، وقال: “من منظور العدالة الصحيّة، من المهم الإشارة لمجتمع الدراسة المحدد الذي كان من البيض بنسبة 90%، لذا يجب الاحتفاظ بالاستنتاجات الأوسع إلى تلك المستندة على مجموعة سكانية أكثر تنوعًا”.

وتوصّل إيزاكسون ورضائي إلى استنتاج مماثل، أنّ هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحث، وأنّ الرابط المحتمل ليس قويًا بما يكفي لتغيير الممارسة الطبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى