وشرح كونلي أنه من أجل استخلاص أكبر عدد ممكن من مركبات الفلافونويد من الكاكاو الداكن، تم “تحسين” عملية الاستخلاص بشكل مكثف في المختبر.
وقال: “إن أفضل طريقة لاستهلاك 500 ملليغرام في اليوم هي تناول مجموعة من الأطعمة المختلفة التي تحتوي على الفلافانول”.
وأشار كونلي إلى أنّ العديد من الأطعمة تحتوي على ما يكفي من الفلافانول لتلبية هذا المستوى اليومي، مثل التوت، والتفاح، والعنب، والنكتارين، والكمثرى. ويعتبر الشاي الأخضر مصدرًا ممتازًا، فقط إذا كنت تشربه.
وشدّد على أن “الأمر برمّته يتعلق حقًا بالشاي الأخضر، وليس مستخلص الشاي الأخضر”. ولفت إلى أن “الكميات الكبيرة من مستخلص الشاي الأخضر (يمكن) أن تسبّب مشاكل”.
آراء متباينة
البحث الجديد هو بمثابة ملحق لدراسة أكبر بكثير وضعت في مارس/ آذار 2022، وشملت أكثر من 21 ألف بالغ تفوق أعمارهم 60 عامًا وعنونت “مكمل الكاكاو ودراسة نتائج الفيتامينات المتعددة، أو COSMOS. تم تقديم مكملات الكاكاو وأموال المنحة الجزئية من قبل شركة مارس إيدج، وهي جزء من شركة مارس.
في الدراسة الجديدة وزّع 3562 بالغًا على مجموعتين، تناولت المجموعة الأولى دواءً وهميًا يوميًا لمدة ثلاث سنوات. والثانية حبة يومية سعة 500 ملليغرام مليئة بالفلافانول المستخرج من الكاكاو، ضمنًا 80 ملليغرامًا من الإبيكاتشين، وهو مادة فلافونويد تمت دراستها لفترة طويلة لتأثيراتها الإيجابية على قوة العضلات وتدفق الدم في الدماغ.
خضع أكثر من 1300 من المشاركين في الدراسة لاختبارات البول في بداية الدراسة لتحديد مستويات الفلافانول في نظامهم.
خضع جميع المشاركين لتقييم معرفي أساسي، حيث طُلب منهم تعلم 20 كلمة على برنامج كمبيوتر. كان لدى المشاركين في البحث ثلاث ثوانٍ لدراسة كل كلمة قبل ظهور الكلمة التالية. بعد ذلك مباشرة، طُلب من المشاركين كتابة جميع الكلمات التي يمكنهم تذكرها. تم تكرار الاختبار كل عام لمدة ثلاث سنوات من الدراسة.
في نهاية العام الأول، قال المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور سكوت سمول، أستاذ علم الأعصاب و مدير مركز أبحاث مرض الزهايمر في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، إن الأشخاص في الدراسة الذين تناولوا الحبوب سعة 500 ملليغرام يوميًا، والذين اختبروا في الطبقة السفلية من مركبات الفلافانول “طبّعوا” مستويات الفلافانول لديهم.
وقال إن الفلافانول لديهم ساعد على ترميم تدهورهم العقلي المرتبط بالعمر إلى مستويات مماثلة للأشخاص الذين “لديهم نسبة عالية من الفلافانول في الأساس”.
وفسّر بعض الخبراء نتائج الدراسة بشكل مختلف.
أفاد ديفيد كيرتس، الأستاذ الفخري بمعهد علم الوراثة في جامعة كوليدج لندن، غير المشارك في الدراسة: “فشلت الدراسة بتقديم دليل على أن زيادة تناول الفلافانول مفيد”.
وتابع في بيان: “حتى في المجموعة التي كانت في البداية لديها استهلاك منخفض للفلافانول، فإن أولئك الذين تناولوا مكملات الفلافانول لسنوات كان أداء وظيفة الذاكرة لديهم مماثلًا لمن تناولوا الدواء الوهمي، وكانت أي اختلافات تقع في نطاق الصدفة”.
وأظهرت بيانات الدراسة أنه بحلول العام الثالث، تذكر الأشخاص الذين سجل لديهم أدنى مستويات من الفلافانول في بداية الدراسة، ثم تناولوا مكمل الكاكاو 7.94 كلمة من أصل 20 كلمة، مقارنة مع 7.63 في مجموعة الدواء الوهمي، وهو فرق بحوالي ربع كلمة.
ورأى الدكتور جيفري ليندر، رئيس قسم الطب الباطني العام بكلية فينبرغ للطب في جامعة نورث وسترن بشيكاغو، إن هذا الاختلاف الصغير لم يكن مهمًا.
وقالت تارا سبيرز جونز، أستاذة التنكس العصبي ونائبة مدير مركز اكتشاف علوم الدماغ بجامعة إدنبرة في اسكتلندا، غير المشاركة في البحث، إنه في الواقع، لم يُظهر غالبية المشاركين في الدراسة أي فوائد ذات دلالة إحصائية على الذاكرة من تناول مكملات الكاكاو، ما يعني أن التجربة “فشلت” في تحقيق النتيجة المرجوة.