مجلة نبض – CNN:
كشف بحث جديد أن ممارسة النشاط البدني قد تساهم في منع خطر الوفاة بسبب الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.
وأفادت الدراسة، التي نُشرت الثلاثاء في المجلة البريطانية للطب الرياضي، أن تلبية إرشادات النشاط البدني للأنشطة الهوائية، وتقوية العضلات، تقلّل من خطر الوفاة بسبب الإنفلونزا والالتهاب الرئوي بنسبة 48%.
ويجب على البالغين الحصول على ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني الهوائي المعتدل ويومين أو أكثر من الأنشطة المعتدلة لتقوية العضلات في الأسبوع، وفقًا لما ذكرته التوجيهات المتعلقة بالنشاط البدني للأمريكيين التي أصدرتها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.
واعتمدت الدراسة على بيانات استطلاع لأكثر من 570 ألف شخص من استطلاع الصحة الوطني الأمريكي بين عامي 1998 و2018.
وسُئل الناس عن عاداتهم في ممارسة النشاط البدني، وصُنفوا في مجموعات استنادًا إلى مدى مطابقتهم لكمية التمارين الموصى بها، وفقًا لما أشارت إليه الدراسة.
وفي المتوسط، رُصد المشاركين لمدة تسع سنوات بعد الاستطلاع الأولي، وحدثت 1,516 حالة وفاة بسبب الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي خلال تلك الفترة.
ووفقًا لما أوضحته الدراسة، يقلص الالتزام بالتوصيتين المتعلقتين بالنشاط الهوائي وتقوية العضلات من مخاطر الوفاة المرتبطة بالإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي بنسبة تقارب النصف، ولكن تحقيق الهدف المتعلق بالنشاط الهوائي فقط يرتبط بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 36%.
وتُعد كل من الإنفلونزا والالتهاب الرئوي من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة وحول العالم، لذلك فإن النتائج تتمتع بأهمية بالغة، بحسب ما صرح به الدكتور براينت ويبر، مؤلف الدراسة الرئيسي وهو متخصص بعلم الوبائيات في قسم التغذية والنشاط البدني والسمنة لدى المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وتُعتبر النتائج منطقية بناءً على المعرفة الحالية، وقد تمتد الفوائد إلى حالات أخرى، بحسب ما ذكره الدكتور روبرت ساليس، وهو مدير زمالة طب الرياضة لدى مركز “Kaiser Permanente Fontana” الطبي، والذي لم يشارك في الدراسة.
وقال ساليس: “تتوافق هذه الدراسة أيضًا مع الدراسات المختلفة التي أظهرت أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تقلل بشكل كبير من خطر الوفاة المتعلقة بكوفيد-19 بالطريقة ذاتها”.
ولكن حتى إذا لم تتمكن من الوصول إلى كمية التمارين الموصى بها، يمكن أن توفر ممارسة بعض الأنشطة حماية أكثر من عدم ممارستها على الإطلاق، بحسب ما أوضحته الدراسة.
وأظهر البحث أن ممارسة النشاط البدني الهوائي لمدة تتراوح بين 10 و149 دقيقة أسبوعيا، ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالإنفلونزا والالتهاب الرئوي بنسبة 21%.
وأوضح ويبر: “نصيحتنا الشاملة للجميع بغض النظر عن العمر أو مستوى اللياقة البدنية المتصور: التحرك بشكل أكثر والجلوس بشكل أقل”، مضيفًا: “يجب تشجيع الأشخاص الذين لا يمارسون أي شكل من النشاط البدني على ضرورة ممارسة أي نشاط يفضلونه، وذلك أفضل من عدم القيام بأي نشاط على الإطلاق”.
ولم تظهر أي فائدة إضافية للأشخاص الذين يمارسون التمارين الهوائية أسبوعيًا لمدة أكثر من 600 دقيقة، حسبما أظهرته الدراسة.
وأشار الباحثون إلى أن هذه كانت دراسة قائمة على الملاحظة، ما يعني أنه لا يمكنها تقديم ادعاءات حول أسباب الوفيات أو منعها، بل يمكنها فقط تقديم العوامل المرتبطة بمستوى الخطر.
وأوضحت الدراسة أن النشاط الهوائي لا يعني بالضرورة الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بانتظام، إذ أن هذا النوع من الحركة يحفز معدل ضربات القلب والغدد العَرَقية، بما في ذلك المشي السريع، أو السباحة، أو ركوب الدراجات، أو الجري، أو صعود السلالم.
وأضافت الدراسة أن التمارين مثل رفع الأثقال، أو تمرين القرفصاء، أو حتى البستنة الثقيلة يمكن أن تعتبر نشاطًا يقوي العضلات.