مجلة نبض – CNN:
سجلت الأرض مؤخرًا، اليوم الأشد حرارة على الإطلاق – وهو رقم قياسي يحذر الخبراء من احتمال أن يتم كسره مرارًا وتكرارًا مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب أزمة المناخ.
وكشف تقرير جديد أن شهر يونيو/ حزيران الماضي كان الأكثر حرارة على الأرض بفارق كبير بدرجات الحرارة خلال الشهر ذاته على مدى السنوات التسع الماضية.
وأصبحت الأيام الحارة أكثر تكرارًا الآن مقارنةً بعام 1970 في 195 موقعًا بجميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقًا لفريق البحث “Climate Central”. ومن بين تلك المواقع، تواجه نسبة ما يقرب من 71% من المواقع ما لا يقل عن سبعة أيام إضافية شديدة الحرارة كل عام.
وفيما يلي إليك ما يحدث لجسمك خلال درجات الحرارة الشديدة، وما الذي يجب أن تنتبه إليه وكيفية المحافظة على سلامتك:
ماذا يحدث لجسمك
عادةً، يعتاد الجسم على نطاق معين من درجات الحرارة، وعادة ما تكون بين 36 و37 درجة مئوية. وعندما يشعر دماغك بتغير – إما أقل أو أعلى من ذلك – فإنه يحاول مساعدة الجسم على التبريد أو التسخين، وفقًا لما ذكرته الدكتورة جوديث ليندن، نائب الرئيس التنفيذي لقسم الطب الطارئ في مركز بوسطن الطبي وأستاذة في قسم الطب الطارئ بكلية الطب في جامعة بوسطن.
وقالت ليندن إن “هناك عددا من الطرق المختلفة التي يحاول الدماغ من خلالها تبريد الجسم، مثل التعرّق”،
وأضافت: “تتفتح المسام، ويتعرق الجسم ويتبخر العرق، وهذا يؤدي إلى تبريد الجسم”.
أما الطريقة الثانية التي يبردّ بها الجسم نفسه، فهي عن طريق توسيع الأوعية وزيادة معدل ضربات القلب، ما يساعد على جلب الحرارة والدم إلى سطح الجسم، وإطلاق تلك الحرارة الزائدة.
وعندما تتعرض لدرجات حرارة عالية، يصعب على جسمك محاولة مواكبة تبريد نفسه. وإذا كانت بيئتك حارة ورطبة، فإن العرق لا يتبخر بسهولة – ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، وفقًا لما ذكرته مجموعة “مايو كلينك” الطبية.
وأفادت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأن ارتفاع درجات حرارة الجسم يمكن أن يؤدي إلى تلف الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى، وقد يؤدي أيضًا إلى العديد من الأمراض المرتبطة بالحرارة.
أنواع الأمراض المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة
وأوضحت ليندن أن الأمراض المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، بما في ذلك تشنجات الحرارة، هي الأكثر شيوعًا.
ويمكن أن تنشأ تشنجات الحرارة لدى الأشخاص الذين يتعرقون كثيرًا، بما في ذلك أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
ويستنفد التعرق الزائد كل ملح ورطوبة الجسم، وقد يؤدي إلى آلام أو تشنجات في العضلات، عادة في البطن، أو الذراعين، أو الساقين، وفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويمكن أيضًا أن ينشأ طفح جلدي. وهو تهيّج يحدث للجلد بسبب التعرّق الزائد في الطقس الحار والرطب، وهو الأكثر شيوعًا لدى الأطفال الصغار، وفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وعادة ما يكون عبارة عن تجمع أحمر من البثور أو الفقاعات، ويكون في أماكن مثل الرقبة، أو الصدر، أو مفصل الكوع.
وعندما يبدأ الجسم في تجاوز قدرته على تبريد نفسه، يعاني مما يُعرف بالإنهاك الحراري.
وفي هذه الحالة، سيعاني الشخص من تعرّق مفرط نظرًا لأن الجسم سيحاول بشدة مواكبة هذه الحرارة الإضافية. وسيشعر الشخص بالدوخة والدوار، وغالبًا ما يعاني الأشخاص من الغثيان والصداع، ويبدو جلدهم شاحبًا ورطبًا ونبضهم سريعًا، وفقا لما ذكرته ليندن.
ويُعد الإجهاد الحراري من أكثر الأمراض المرتبطة بالحرارة خطورة، وإذا لم يتم علاجه، يمكن أن يؤدي إلى الموت.
ويمكن أن تشمل العلامات التحذيرية درجات حرارة الجسم المرتفعة للغاية، احمرار لون الجلد، والجفاف، والنبض السريع، والصداع، والدوار، والغثيان أو فقدان الوعي، وفقًا لما أشارت إليه المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وأوضحت ليندن أن الارتباك والاضطراب هما من العلامات المميزة للإجهاد الحراري.
كيفية البقاء في أمان
ويجب الحذر من أعراض الإنهاك الحراري أو أي أمراض أخرى.
وإذا بدأ شخص ما يشعر بالدوخة أو الغثيان أو الصداع، فإنه يجب أن ينتقل إلى بيئة باردة.
ويجب أن يُعطى الشخص الماء والسوائل لتبريد جسمه.
وعندما يكون الجو حارًا خارج المنزل، حاول تجنب الأنشطة الخارجية – خاصةً بين الساعة 11 صباحًا والساعة 3 مساءً، وفقًا لما أوضحته ليندن. وإذا كنت مضطرًا للخروج، قم بارتداء ملابس ذات ألوان فاتحة، واحمِ رأسك، واشرب الكثير من السوائل.
وتوصي ليندن بشرب ما لا يقل عن كوب واحد من الماء – أو أكثر – كل ساعة.