موسوعة الزهراوي .. مشروع ناجح لترجمة المصطلحات الطبية بأيدي الطلبة

مجلة نبض(نهلا حامد): منذ بدء المناقشة التي طرحتها مجلة نبض مؤخرا لتعريب الطب والمصطلحات الطبية حرصت المجلة على جمع الرأي والرأي الاخر رغبة منها لمناقشة أبعاد القضية واحتواء أطرافها، وفي هذا الحوار تستضيف نبض نموذجا لطالب طب مشجعا لزملائه، حيث سعى في نفس الاتجاه فترأس إدارة موسوعة الزهراوي العالمية للجراحات الطبية والمهتمة بتعريب المصطلحات الطبية، الطالب محمد بخيت العقاصي المدرب الدولي المعتمد من جامعة أكسفورد، رئيس مجلس إدارة مجموعة MBA المتحدة، رئيس اللجنة العلمية والثقافية بمجموعة نواة الطبية العالمية ورئيس اللجنة العامة لممثلين كليات الطب بالجامعات السعودية لدى M.S.S.A حل ضيفًا في هذا الحوار..

بداية.. أعطنا نبذه تعريفية لفكرة تأسيس موسوعة الزهراوي ، وما هي أهدافها؟
حينما كنت في مرحلة الدراسة المدرسية كنت أعشق القراءة في المجال الصحي وخلال تصفحي المكثف على الشبكة العنكبوتية لاحظت بأن معظم العلوم بلغات أجنبية أخرى وأن لغتنا العربية مقتصرة فقط على العلوم الإسلامية والأدب العربي ومن خلال إطلاعي المستمر بالكتب لاحظت بأن بعض من الدول تترجم الكتب العلمية الأجنبية سنوياً إلى لغتها وعلى سبيل المثال دولة إسبانيا خلال بحثي عنها وإطلاعي لثقافتها لاحظت بأنها تترجم الكثير من الكتب العلمية سنوياً إلى لغتها الإسبانية فبحثت عن بعض المركز العربية التي تزاول هذا الاختصاص أو لها صلة في ترجمة الكتب العلمية إلى اللغة العربية قصداً للقراءة فلم أجد شيئاً فخطرت لي الفكرة عام:(1426هـ * 2005م) بأن أقوم بهذه المهمة والحمد لله وبعد توفيق لله أسست منظمة أبو قراط الإغريقي الطبية فكانت متخصصة في الترجمة الطبية ولكنها البداية بالرغم من أننا لم نكن من أصحاب الخبرة في مجال الترجمة ولكن بفضل الله وفقنا بذالك وتم تغيير اسمها القديم إلى الاسم الجديد الحالي ” موسوعة الزهراوي العالمية للجراحات الطبية ” وكان سبب تسميتها إلى احد علماء المسلمين وهو العالم الطبيب الجراح: أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي وهو أول من أخترع الأدوات الجراحية الطبية.

وبفضل من الله تخصصت موسوعتنا في الجراحات الطبية بشكل عام وكانت من أوائل الموسوعات الطبية وتعد أول موسوعة الكترونية متخصصة في الجراحات الطبية وأول موسوعة جراحية طبية باللغة العربية، فبدأنا أول نشاطاتنا ولا زلنا على صفحة “الفيسبوك” وحالياً نعمل على تدشين موقعنا الرسمي على الشبكة العنكبوتية.

وتهدف موسوعة الزهراوي العالمية للجراحات الطبية أن تسعى جاهدة بترجمة العلوم الطبية ولا سيما ذات الاختصاص في العلوم الجراحية الطبية إلى اللغة العربية وتعد هي البؤرة الأساسية لاهتمامنا بالوقت الحالي.

هل الموسوعة تتبع جهة معينة؟
نعم بالطبع إدارة موسوعة الزهراوي العالمية للجراحات الطبية إحدى الإدارات التابعة لمجموعة MBA المتحدة وهذه المجموعة تم تأسيسها عام 2001م ولديها عدة إدارات تتبع لها وتعمل في عدة مجالات وتخصصات متنوعة ومن أبرزها المجال الطبي ولكن نحن في هذا اللقاء يلزمنا الحديث في المجال الصحي بكون مجلة نبض مجلة طبية طلابية، وإن شاء الله قريباً سوف تطلق المجموعة جمعية طبية متخصصة في إحدى المجالات الطبية لا أود الإفصاح عنها الان ولكن سوف يكون لمجلة نبض نصيب الخبر بذالك.

*برأيك لماذا تراجع استخدام اللغة العربية في العلوم الطبية؟ وما الأ سباب وراء ذالك؟
حينما نذكر هذه الملاحظة نجد بأن من سعوا في تطوير كافة العلوم بوجه عام أجانب لا ينطقون اللغة العربية وإن ما نشعر به اليوم من قصور لغتنا وعجزها عن اللَّحاق بركب الحضارة، شعر به الغربيون إبَّانَ نهضتهم حينما كانوا يترجمون الكتبَ العربية إلى اللاتينية ،ويعلم الجميع بأن كل امة من الأمم لها لغة تعبر عن أصالتها وثقافتها وأن كل امة تعتز وتفتخر بلغتها الأم ونحن العرب نفتخر ونعتز بلغتنا أيضاً ، ولكن نحن من تهاون في لغته أولا بالرغم من أن اللغة العربية هي لغة القران الكريم والسنة النبوية المشرفة إلا إننا لا نكتفي بقولنا أنها لغة القرآن والرسول بل نسعى إلى تقدمنا بلغتنا العربية فنحن لا نعارض ولا نمانع من تعلم اللغات الأجنبية الأخرى ولكن لا تكون على حساب التقليل أو إخماد اللغة العربية.

ما فكرتكم عن تجارب التدريس باللغات الأم حول العالم؟
نسمع بأن إحدى الدول الشقيقة تدرس في بعضاً من كلياتها الطبية اللغة العربية ونحن سعداء جدا بذالك وقد سمعنا أيضا بأن من طلابها من تفوقوا علمياً حينما التحقوا بالدراسات العليا في الدول الأجنبية وتعلموا بلغتها بالرغم لم يتعلموا خلال فترة دراستهم البكالوريوس إلا باللغة العربية ولكن مارسوا هذه المهنة بكل احترافية وإتقان وأنجزوا في مجالهم الطبي فذالك لا يعكس إطلاقاً بان من يدرس الطب باللغة العربية غير مؤهل كالذي يدرس الطب باللغة الإنجليزية فهذا خطأ.

أنا حالياً طالب بكلية الطب ومن خلال تجربتنا في اللغة التعليمية بأغلب كلياتنا الطبية وخصوصا بالمملكة العربية السعودية هي اللغة الإنجليزية فنحن دائماً مع فكرة التعريب ، ولكن يلزم علينا الحال أيضاً بان نتعلم اللغة الانجليزية وذلك لتجديد المعلومات الطبية بشكل مستمر حيث أن بعض من مطوري العلوم الطبية من الدول الغربية و إن اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة عالمياً في الوقت الحالي.

إلى أي حد تجدون تعريب المصطلحات الطبية مهما لطلاب طب؟
سأحدثكم من واقع تجربة نحن كطلاب مبتدئين بالسنة الأولى التحضيرية تصعب علينا ترجمة المصطلحات الطبية وقد يتطرق أيضا نفس الشئ خلال السنة الثانية والثالثة تقريباً.
ولكن لو وجد مركز أو جهة تخدم هذه المجال فتقوم بترجمة المصطلحات الطبية إلى اللغة العربية ترجمة صحيحة وتنشر على طلبة الطب كتقوية لغوية بالمصطلحات الطبية راح تساعد طالب الطب من التمكن من الفهم الجيد وإنشاء مخزون لحفظ كميات إثرائية لغوية من المصطلحات سوا كانت عربية وانجليزية وراح تساعدنا أيضا بما إننا ندرس الطب باللغة الانجليزية والمصطلح الطبي لاتيني من فهم المعنى بالعربي وحفظ واستخدم المصطلح بالإنجليزي.

ولكن للمعلومة أنا ألاحظ من بعض زملائنا طلبة الطب يضغط على نفسه وقد يسمع من الأخريين وهم فئة قله والذين أنا اسميهم المتشائمين بأن يحفظ المصطلحات الطبية بنفس اللغة اللاتينية أو الانجليزية فقط سوا فهم المعنى أو لم يفهمه ، وقد يطول الوضع فيعتقد بأن هذا هو الأسلوب التعليمي الصحيح لطالب الطب وهو معرفة كل شي حتى وان كان (مبهماً) إلى أن يقول أيضا إذا لم تفهم بنفس أسلوبه وطريقته هذه يطلق عليك بأنك لست طالب طب مثالي.” أصلح الله الجميع “

ما هي خططكم المستقبلية بإذن لله؟
ويوجد لدينا خطط إستراتيجية تنموية للموسوعة على المدى القريب والبعيد سبق إعدادها في السنوات الماضية ولكن نحن نحدثها بشكل مستمر تماشياً مع هذه التطورات العلمية الحاصلة و منذو أن بدأت تأسيس موسوعة الزهراوي العالمية للجراحات الطبية عام 2005م إلى الوقت الحالي وبعدما أنجزنا منتصف الطريق ولم يتبقى لتحقيق هذا الإنجاز العظيم إلا القليل بفضل لله سيشاهد الجميع خلال السنوات القادمة أنظمة وخدمات جديدة وتطويريه لترجمة الاحترافية وذالك لتسهيلها لكل محبي الجراحة والتخصص الجراحي الطبي وسبق الذكر أيضا أننا قريباً سوف نعمل على تدشين موقع موسوعة الزهراوي العالمية للجراحات الطبية على الشبكة العنكبوتية وذالك لتسهيل التواصل مع الموسوعة في أي ومكان وفي أي زمان.

كلمة توجهها لطلاب الطب والمهتمين بالتعريب؟
كلمتي لزملائي طلبة الطب والمهتمين بالتعريب أود أن أقول لهم بان مفهوم التعريب شامل تعجز الكلمات والمفردات عن وصفه فهو مشروع امة بأكملها يجب علينا نحن كعرب ودمائنا عربية أصيلة بأن نسعى بكل جهد وإمكانية لتحقيقه ذالك على ارض الواقع سبق وان ذكرنا بأن الحضارة الوافدة حينما تذوب في أي من الحضارات فتتمكن منها تقتلها وتجلبها للفناء ، فلغتنا العربية لغة شمولية لكافة العلوم في أسلاف القرون الماضية فأصبحت في العصر الحالي شبة مندثرة ولكن بأيدكم وأيدينا نعيدها على ما كانت عليه سابقا وذالك من خلال المشاركة الفعلية والإسهام والدعم للمؤسسات أو المراكز أو الجهات المتخصصة في تعريب العلوم الطبية

أخيرا.. أتقدم بالشكر الجزيل لمجلة نبض وعلى رأسها رئيس التحرير لإتاحة هذه الفرصة لنا لتحدث عن هذا الموضوع المهم والذي يخدم لغتنا وتراثنا وثقافتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى