التعزيز الايجابي لسلوك الاطفال
صاغ سكينر نظرية التعزيز الايجابي للسلوك في عام 1938 م وتركز هذه النظرية على العلاقة بين السلوك الإنساني ونتائجه من منطلق أن السلوك الإنساني يمكن تفسيره من خلال النتائج الايجابية أو السلبية لذلك السلوك ، وهذا يعني أن السلوك الذي يتم تعزيزه سيتكرر في حين أن السلوك الذي لا يتم تعزيزه لن يتكرر . لذلك فإنه يمكن تعديل سلوك الأطفال من خلال استخدام أساليب الثواب والعقاب.
من وجهة نظر سكينر، فإن المكافآت هي المعززات التي تهدف إلى استمرار إثارة السلوك الإيجابي عند الأفراد، لكن ما يعد معززاً عند فرد ما ربما لا يكون معززاً عند فرد آخر، فالثناء والتقدير من أكثر المعزات استخداماً لسهولة توفرها، لكنها تصبح عديمة الجدوى عند استخدامها بكثرة خاصة عند الأطفال.
أما عقاب الأطفال على السلوكيات الخاطئة مرفوض كمعزز ؛ لأنه بالرغم من أنه يمنع حدوث سلوك سلبي إلا أنه يكون سبباً لإثارة الغضب والعدوانية وفي النهاية التمرد والعصيان، والأسلوب الأمثل هو عدم مكافئة ورفض السلوك السبئ، وبذلك فإنه يميل إلى التلاشي مع مرور الزمن.
اسلوب تعديل السلوك التنظيمي
اعتمد سكينر على أسلوب تعديل السلوك التنظيمي في نظرية التعزيز، التي تركز على مبدأين أساسين هما :
أ – إن الأفراد يسلكون الطرق التي يرون أنها تؤدي بهم إلى تحقيق مكاسب شخصية .
ب – السلوك الإنساني يمكن تشكيله، وتحديده من خلال التحكم بالمكاسب والمكافآت .
كيفية استخدام اسلوب تعديل السلوك مع الأطفال
أ- تحديد المكافآت المطلوب الوصول إليها بدقة
ب- تحديد المكافآت التي تعزز الوصول إلى ذلك الإنجاز
ج- ربط المكافأة مباشرة بنتائج السلوك المطلوب
د- اختيار جدول التعزيز المناسب
استشهد الدكتور أكرم حمدي ببعض الأدلة من القرآن والسنة في تحفيز السلوك الايجابي:
الأدلة من القرآن:
• قال تعالي “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً “(30 الكهف) حيث الأجر هنا يشمل سائر المزايا التي يمنحها الله لعباده الصالحين سواء أكانت مادية أو معنوية.
• كما يقول تعالي “مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ” (الأنعام 160). ومن خلال هذه الآية يتبين ان الاسلوب الأمثل لتقويم السلوك هو الثواب من يعمل حسنة يثاب بعشرة امثالها ومن يعمل سيئة يجزى بعقاب بمثلها فقط.
الأدلة من السنة:
عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَنْ أَحْيَى أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ ” سنن الترمذى. يعد هذا تحفيزا على استصلاح الأراضي وزراعتها.
مواقف التحفيز من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة:
• استخدم الرسول صلي الله عليه وسلم التحفيز في جميع مجالات الحياة وفي مختلف الظروف استثاره لهمم الأفراد لتحسين أدائهم وإتقانه والفوز في الدنيا وبالآخرة.
• تحفيزه صلي الله عليه وسلم لسراقة بن مالك يوم الهجرة وهو يريد أن يلحق به مرة والثانية والثالثة فحفزه بأن له سوارَى كسرى إن رجع وترك الرسول صلى الله عليه وسلم. مع أن الله حَمَي رسولَه منه.
• تحفيزه صلي الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم بأن يعطيهم من الغنائم ومن عطايا بيت مال المسلمين تحفيزا لقلوبهم ليدخلوا الإسلام.
• ·التحفيز المعنوي من الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال لبني عبد الدار يوم فتح مكة وهو يعطى عثمان بن طلحة مفتاح الكعبة:”خذوها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان، إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف” رواية بن سعد في الطبقات.
أنواع التحفيز:
1. تحفيز معنوي” مثال مدح الطفل ، تقبيله ”
2. تحفيز مادى ” اطعمه أو شراب ، التنزه ، نقاط او علامات، صور او ملصقات”
كيفية التعامل مع الطفل
1. اختيار الحافز المناسب للطفل وهو اختيار شخصي لكل طفل على حده فكل طفل له استجابة مختلفة للحوافز
2. اقران اسلوب التحفيز المادي والمعنوي عند تحفيز السلوك الايجابي عند الطفل ويشمل ذلك اعطاء الطفل حافز مادي مقترنا بالحافز المعنوي
3. اعطاء الحوافز بعد الفعل مباشرة لكي يتم ربط الفعل بالثواب
4. تكرار الحوافز طبقا لجدول ثابت يتم تحديده قبل البدء في تعديل السلوك
5. بعد عملية الاقتران يتم سحب الحافز المادي تدريجيا ليقوم الحافز المعنوي وحده بنفس تأثير الحافز المادي وفي هذه الحالة يكون الطفل قد تعلم الفرق بين السلوك الصحيح والغير صحيح واصبح السلوك الايجابي هو السلوك الأمثل للطفل
6. تجنب اعطاء الحافز قبل الفعل كشرط للقيام بالعمل لأن ذلك يؤثر سلبا على سلوك الطفل
خطورة العقاب
يعد عقاب الطفل على السلوك الخاطئ اسرع وسيلة للحد من هذا السلوك ولكن على المدى البعيد فإننا نجد أن أسلوب العقاب يؤدي الى ترسيخ السلوك العنيف و العدائي عند الأطفال، وكثيرا ما يقوم الاطفال بتقليد الكبار في سلوكهم وخاصة سلوك اهلهم. عند استعمال الصفع او الضرب للعقاب يظن الطفل ان مثل ذلك النوع من التصرف هو تصرف مقبول اجتماعيا . يؤدي عقاب الأطفال سواء بالصفع أو الضرب أو السباب الى الشعور بالرهبة والخوف من الاهل فيحاول الطفل الهرب من الاهل او يصبح معاندا لآرائهم.
كيف يمكن معاقبة الطفل :
1. الحرمان: حرمان الطفل من المشاركة في الالعاب التي يحبها.
2. الابعاد: ابعاده لفترة وجيزة في مكان منفصل تحت نظر الأم لكي لا يؤذي نفسه.
3. الإهمال وذلك بعدم اعطائه اي اهتمام لفترة وجيزة لحين احساسه بسوء تصرفه.
4. ان العقاب الذي نقرره لسوء تصرف الطفل يجب ان يوضع موضع التنفيذ في كل مره يحدث التصرف واذا ما نفذ العقاب حينا ولم ينفذ في حين اخر يحتمل ان يؤدي الى ازدياد حدوث التصرف السىء.
5. يجب ان تكون قوة العقاب موازيه لقوة التصرف المقترف يجب ان لا يتلقى الطفل الذي اقترف ذنبا بسيطا عقابا قويا.
ختاما: احضني أطفالك وقبليهم وقولي لهم أنك تحبيهم كل يوم، فمهما كثر ذلك هم في احتياج له دون اعتبار لسنهم صغارا كانوا أو بالغين، فإن الاطفال صفحة بيضاء نقية وأرض خصبة ما نغرسه فيهم اليوم يثمر غدا.
” فأحسن الغرس لتنعم بالحصاد”
* د.سحر محمود الخضر عبد الجواد
أستاذ مساعد بكلية التمريض / جامعة طنطا
أستاذ مشارك تمريض الأطفال/ كلية التمريض جامعة أم القرى